رقبة المراقبين

تصور أن تتعلم منذ صغرك العبارة  “الخا··لطه” التي تقول أن > من راقب الناس مات هما<، ثم تدور بك الأيام وتعمل ··مراقب!·
وحتى لايطير أحدا فاكسا ساخنا ليبين لى المقصود من المثل، فأصبح مثل من يروى  قصة  طريفة لكبير في السن فيقوم الأخير بتشريحها قبل أن تكتمل لتتحول إلى  غصة، أقول أن المقصود بالمراقبين هنا بالدرجة الأولى، مراقبي البلديات الذين يتفحصون نظافة غذائنا وبيئتنا، ومراقبي الجمارك حراس نقاط الدخول إلي بلادنا، ومراقبي السعودة في وزارة العمل المنفذين لخطة إستراتيجية، وغيرهم من العيون التي يعتمد عليها الجالسون في المكاتب،والمنسدحين في الإستراحات، حال هؤلاءالمراقبين لاتسر،ومعظمهم يرددون بآسى،··” تنشد عن الحال”، فرغم المهام الجسيمة التي يتولونها فهم يقعون في أسفل السلم الوظيفي، تطوير قدراتهم يسير بسرعة السلحفاة في عصر “الإتصال الفوري”، رواتبهم متدنية وأغلبهم على بند الأجور وهو على فكرة أخ من الرضاعة للبند الذي لايسمح، في مقابل هذا يتعرضون لمغريات لاتعد ولاتحصى تبدأ من صحن فول مع خبزة تميس ساخنة مرورا بتذاكر مع الإقامة في  العواصم اللي بالي بالك ولاتنتهي المغريات حتى عند الكونتينرات، ومع تشعب وتغلغل العمالة خصوصا الأسيوية وما جاورها من قارات عمالية في حياتنا التجارية ، تعددت المغريات حتى أصبح بعض هؤلاء أقرب إلى الموظفين  بل المخلّصين لدى تلك العمالة،  وفي مقابل هذه المغريات التي تفرك لأجلها الراحتين فإن هناك أخطار عمل تتباين في درجة خطورتها ما بين مراقب البلدية ومراقب الجمارك،
لا أحد يستطيع المراقبة برقبة “مجيمة” فيها من  الاغلال ما يعيقها عن الحركة، فهل من نظرة وإلتفاتة لرقاب المراقبين حتى تصبح أكثر مرونة··وأكثر طولا، ليس في علباتها دين لصاحب مصلحة حتى ولو كان بائع “فنايل” ، ولا تنحني إلا لخالقها · إذا أردنا منهم القيام بواجباتهم على أحسن وجه، يجب أن نعيد النظر في أوضاع هؤلاء الأخوة لتتوافق  مع العام2000 فهم لازالوا يعيشون في  حقبة أخرى ،أصابت بعضهم بالتبلد وجرفت بعضا أخر متطلبات الحياة الصعبة، فلا يعقل أن يرى  ويراقب هؤلاء المفاطيح المتناثرة  كل يوم، وقد يضطر بعضهم لوضع “بيز” على كبسته المنزلية، وأتصور إن الصالح منهم في إمتحان يومي لقدراتة على الثبات والصبر، وهم يرددون “من راقب الناس مات غما أو سما”، فإما يطوون رقابهم داخل أجسادهم ويبتلعونها ، أو تخوض تلك الرقاب في الوحول مع الرقاب الخائضة والنتيجة المعروفة ستطول رقابنا··وسلامة رقابكم·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.