في دحر الإرهاب

بعد كل جريمة إرهابية تتعالى أصوات الشجب والاستنكار من الجميع تقريباً، ولكل لغته وأسلوب طرحه، ثم يبدأ التراشق بين تيارات تتسيد وسائل الإعلام والتواصل على الشبكة تتمحور حول المسؤولية وعلى من تقع؟ وهنا يعاد إنتاج جدال لا يحقق فائدة، يتمترس كل طرف حول رؤيته تجاه الطرف الآخر، وينبع التشخيص منها، وما إن يمر وقت قصير حتى تصبح الجريمة في قائمة الأرشيف. ولا يرى في الأفق عملاً مؤسسياً واضح المعالم لمكافحة تطور المنظومة الإرهابية، عملاً يتماشى ويستجيب لتحديات هذا التطور الذي يستخدم أدوات محلية لأهداف خارجية.

إن حصر تصاعد الإرهاب وقدرته على جذب السذج من صغار السن وغيرهم في سبب واحد خطأ كلفنا الكثير، ومهما اختلفنا على أهمية هذا السبب بحسب كل طرف فهو لوحده غير كاف لاجتثاث جذور هذه الموجة الإرهابية المتصاعدة، هذا الجدل العقيم لا يحقق سوى شروخ هي ثغرات تساعد مخططي العمليات الإرهابية للتنفيذ والتجنيد.

إننا في الحقيقة أمام سلة من الأسباب، الديني جزء منها ولا تقل أهميته عن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كذلك، وكما أن هناك عوامل داخلية هناك عوامل خارجية، وكم نحن بحاجة إلى عقل فذ قادر يتعامل مع كل هذه الأسباب مجتمعة بدقة واهتمام لينتج لنا استراتيجية عملية جديدة للتصدي للإرهاب لا تهون من سبب واحد من هذه الأسباب، بما فيها استخدام دول واستخبارات وتنظيمات للإرهاب ضد الوطن، فلا يمكن فصل الأوضاع المحيطة في المنطقة وما وراءها من دول وتنظيمات مسلحة عن استهداف المملكة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على في دحر الإرهاب

  1. الاستاذ عبدالعزيز أسعد الله أوقاتك.
    في مرحلة البناء من تاريخنا السعودي والناس يفتقدون معظم مقومات الحياة لم يكن التشدد او التطرف بالافعال ديدان عملهم. يجب أن نعترف اننا نعاني من التقييد المتشدد في الاعلام ومن البطالة التي هي السبب الرئيسي لجذب وإحتواء صغار السن من قبل من يدعون او يتسترون باللباس الديني.

التعليقات مغلقة.