«حب الرمان وصل»

يعيد بعض منا اكتشاف أطروحات الدكتور عبدالله النفيسي في ما يخص خطر التمدد الإيراني على العرب عموماً، ودول الخليج بصورة خاصة، يأتي ذلك بعد اكتشاف الكميات الضخمة من المتفجرات والأسلحة المتنوعة في مزرعة ومنازل لمواطنين كويتيين شيعة وضعت في مخابئ تحت الأرض وأنباء عن قائمة كبير بأسماء، تم تداول بعضها على الإنترنت، وينتظر صدورها من السلطات الكويتية بشكل رسمي.

على مدى السنوات الماضية كثّف الدكتور عبدالله النفيسي حضوره الإعلامي محذراً ومنبهاً من الخطر «الإيراني الصفوي» حضوراً بالمعلومات، وطالب أو حلم بأن تتوحد وزارات: الدفاع والخارجية والنفط في دول مجلس التعاون، ولم يكن طرحه في الحقيقة طائفياً بل سياسياً بامتياز، لكن الاستقبال لهذه التحذيرات اختلف من فئة إلى أخرى، وقتها «2011»، كتبت مقالاً بعنوان «حلم عبدالله النفيسي» ذكرت فيه أن من مشكلات النفيسي أنه من «أهل الدار» ولو كان اسمه ديفيد لربما حصل على ترحيب وحفاوة.

وفي العرف العربي والخليجي لا يكفي الصدق وحده ولا الإخلاص وحده، ولا بد – ومن الضرورة بمكان – من أن يكون هناك «قالب مرغوب ومستساغ» لتصل الأطروحات إلى وجهتها. أيضاً النفيسي محسوب على تيار سياسي معين، لهذا التيار طموحات سياسية معلنة، كل هذا قلّل من الاهتمام الجدي بمحاولات النفيسي للتحذير والتنبيه، والنصيحة أن يحاول المفكر، الدكتور عبدالله النفيسي، أن يغيّر من أسلوب طرحه خصوصاً على القنوات الفضائية ليكن أكثر «ذرابة» ليحقق التأثير المطلوب في التجاوب مع علامات الخطر، في حين على السياسي، أي صاحب القرار المعني بهذه التحذيرات، أن يفصل بين القالب والشخص بما يحمل عنه من صورة ذهنية من جهة، والمعلومات التي يطرحها من جهة ثانية، فخطورة القضية لا تحتمل الخلط.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على «حب الرمان وصل»

  1. سالم كتب:

    الكل يشعر بتمدد ايران في المنطقة سواء من تحذيرات النفيسي او غيرها واعتقد ان فكرة النفيسي الكونفدرالية ليست الا حلاً طُرح من ضمن الحلول من وجهة نظري ان الكل يعلم بما تفعله ايران وخلافات السعوديين توضّح ذلك منذ زمن بعيد فلماذا حصر النفيسي في الموضوع ؟ ايران متمددة في الخليج من زمن ليس بقريب والحلول قائمة وواحدة منها كان درع الجزيرة هل كان صاحب الفكرة النفيسي ؟ لماذا اصبح الان واسع الذكر ؟ ثم حقيقة لا يمكن أخذ رأي احد ونحن نغض النظر عن تصرفاته واساليبه وتطرفه وانحيازاته أو هكذا مانعرفه و ما تعلّمناه ، نحن لانستطيع في بيئة كهذه ان نتحيّد فجأة ، ونتأدّب مع المحيط وكل هذه الضغائن والاحقاد والفتن تتحولق حولنا .
    لماذا النفيسي الان ؟؟

التعليقات مغلقة.