«السستم» المعصوم

يصور بعض الموظفين، كباراً كانوا أم صغاراً، أن «السستم» أو النظام الإلكتروني الذي يخدم من خلاله المواطن نظام معصوم لا يأتيه الباطل من «زرار» أو أصبع، مع إصرار لا يقبل المناقشة! لذلك يكون الرد على تأخر معاملة أو تعطلها بأنها «في السستم»، ولا أحد يستطيع التدخل، هكذا؟ وحين تنظر إلى الواقع وتجد أن الشق أكبر من الرقعة مع صور تناقض بين ما يقال أو ينشر «من تعليمات وشروط» وما يحدث، تستنتج أن السيد «السستم» غير معصوم، و«السستم» مفيد ويحقق سرعة الإنجاز وتخفيف الازدحام وراحة للموظف والمراجع، لكنه يحتاج إلى رقيب يغوص، ليمحص ويفتش.

«السستم» أو أنظمة الخدمات الإلكترونية، خصوصاً الداخلية منها لدى الأجهزة الحكومية من وزارات وهيئات، يمكن تطويعها ممن لديه الدراية والعلم «ونقص في الوازع والذمة»، إذ يستطيع النفاذ والانتقاء، لذا أنصح المسؤولين الذين لديهم غيرة على كفاءة العمل وحرص على العدل في مواقعهم وما تقدمه أن يراقبوا «السستم» ومن يديره وبأدوات محايدة بعيدة عنه، ربما يكتشفون الكثير من الشقوق، فقط عليهم حين انتقاء العينات العشوائية البحث عن أساسها الوثائقي للنظر في مدى صحة الإجراء المتخذ ودقته! لمّحت هنا ولم أصرح باسم جهة حكومية لمعرفتي أن الدفاع «فيما لو صرحت باسم واحدة» سيكون حاجزاً أسمنتياً وصوتياً يغطي الشقوق موقتاً ليبقى الوضع على ما هو عليه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.