الحج والحرب

مع أن السعودية مشغولة بالحرب على عملاء طهران في اليمن، إلا أن هذا الانشغال لم يؤثر في استعداداتها لخدمة الملايين من ضيوف الرحمن! هذا العام سيكون بفضل الله العام الأخير لإنجاز ما تبقى من مشاريع التوسعة في الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، وهو ما سيخفف المشقة على الحجاج والمعتمرين والأجهزة المختصة بخدمتهم في السنوات المقبلة، ويزيد في الطاقة الاستيعابية، والحرب على رغم كلفتها المادية والمعنوية لم تؤثر في أولوية خدمة ضيوف الرحمن وتوفير كل الطاقات لها، خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أولوية سعودية دائمة، ولله الحمد والمنة.

..

هاجس استغلال موسم الحج لأغراض سياسية يزداد هذا العام أكثر من أي عام آخر، نتيجة لتزايد التدخلات المسلحة الإيرانية في العالم العربي والنوايا السيئة المعلنة ضد دول الخليج العربي، فظلت طهران – كما كانت منذ اندلاع ثورة الخميني الطائفية – عامل تأزيم للإرهاب، تخصصت بالترويع وتصدير الإرهاب إلى الدول العربية، وإثارة الفرقة بين مكونات مجتمعاتها، والتاريخ سجل هذا بالصوت والصورة في مواسم حج ماضية، ولا شك أن قوات الأمن السعودية في حال جاهزية مرتفعة، ولديها الخبرة اللازمة لمواجهة أية محاولات من جانب نظام الملالي، حتى ولو أعلن أخيراً أن «الموت لأميركا» ليس إلا شعاراً، لأن «الموت للعرب» هو الشعار الأصيل لدى حكام طهران.

لفت انتباهي في الصحف المحلية السعودية إعلانات تهنئة من حكومة وشعب دولة الإمارات العربية الشقيقة، لمناسبة اليوم الوطني للسعودية، لقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة أعمق صور التلاحم العربي والإسلامي مع السعودية في صدها للهجمة الإيرانية، ومحاولات الأخيرة فرض الهيمنة الفارسية على الأمة العربية، استغلت طهران بانتهازية طموحات أفراد فرطوا بأوطانهم ومواطنيهم ومقدراتهم، ليعيش اليمن العربي عاماً بائساً مع سطوة الميليشيات الحوثية على السلطة. لدولة الإمارات – قيادة وشعباً – الشكر والتقدير والأمل بالنصر والتمكين.

كل عام والوطن بخير ونعمة، والأمة العربية والإسلامية في حال أفضل.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.