حج ومزايدات سياسية!

أولى المعلومات الرسمية عن أسباب حادثة تدافع الحجاج في منى جاءت بتصريح لوزير الصحة، إذ ذكر أن عدم التزام بعض الحجاج بتوقيت التفويج كان سبباً في ذلك، والتفويج مجدول ومنظم، وسألت بعض الإخوة الموجودين في مكة المكرمة والمشاعر، بعضهم موظفون لخدمة الحجاج، والآخرون ممن حج هذا العام، لتأتي كثير من الملاحظات؛ بعضها بعيد عن الحادثة ومهم أيضاً في خطة التيسير والتسهيل لحركة هذه الحشود الضخمة التي تذهب إلى النقاط نفسها في وقتٍ محدود.
الكاميرات المنصوبة في المشاعر سيكون لها القول الفصل في تحديد نقطة حرجة كسرت نظام التفويج المجدول ومن تسبب فيها، سواء أكان ذلك عمداً أم عن جهل، فهي أخلّت بالنظام لتحدث مأساة خيّم حزنها على المسلمين، وفي مقدمهم السعوديون، في أول يوم من عيد الأضحى المبارك، والمهم أن تكون نتائج التحقيق شفافة بعيدة عن المجاملات والديبلوماسية لأن الحادثة مؤلمة، توفي جرّاءها مئات الحجاج – رحمهم الله تعالى – وأصيب المئات، نسأل الله تعالى لهم الشفاء،
ولأنها أيضاً استُغلت للمزايدة السياسية بشكل لم يسبق له مثيل، فإذا كنا تعودنا من نظام الملالي في طهران المزايدة، كان من المستغرب دخول سياسيين أتراك على هذا الخط.
في الجانب الآخر من مشهد الحج والملاحظات تبرز حاجة ضرورية لإعادة النظر في قطار المشاعر، التصريح «أو التعليق»، الذي نقلته بعض الصحف لمدير «مشروع» قطار المشاعر أن شركة ماليزية، لها خبراتها، تديره للمرة الأولى، وأن خللاً في النظام أقفل الأبواب مدة تقارب الساعة، يصف ولا يحدد لماذا حدث العطل!
 وفي الوقت الذي ستجري فيه مراجعة شاملة لخطط وآليات إدارة موسم الحج بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله بتوفيقه، ينبغي التفكير خارج الصندوق الذي تعودنا عليه، لنخرج بحلول جذرية تسهم في التيسير وأداء المناسك بخشوع وأمان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.