هذا «الشؤم».. هل سيخضع للمناصحة؟

يكفي أن تجنِّد فرداً لتشغل مجتمعاً وتسيء إلى أمة، ومع تحول العالم إلى قرية إعلامية صغيرة هذا كافٍ باستخدام الإعلام، كل فترة استخدم فرداً واحداً، عليك أن تنتقيه بعناية وتعمل عليه إلى أن «ينضج» ليصبح أداة مطيعة خانعة تحت يدك، ثم غلِّف هذه «الأداة» المتفجرة بشعارات لها سوق عالمية رائجة.

ومن المؤكد أن هذا لا يحدث اعتباطاً ولا مصادفة، لا بد من أن وراءه متخصصين في علم النفس على درجة عالية من الدهاء، من إحباطات الفرد إلى مشكلاته المجتمعية وحيرته العقدية. هناك فجوات وثغرات هشة يمكن التسلل إليها.

وجريمة الشملي التي قتل فيها سعد ابن عمه وصوَّر الشقيق الجريمة الشنعاء لا تخرج عن هذا الإطار، سواء أكان تنظيم داعش وراءها أم من هو وراءه، التنظيم نفسه الذي يبدو محيراً دولياً حتى في تسميته، كل دولة و«قناة فضائية» تسميه باسم يختلف عن الأخرى، فيما ينشط الإعلام الغربي وبعض أياديه الخفية على اعتباره «دولة». الإصرار على «الإقناع» بوجود «دولة» إرهابية لم يكن سوى التهيئة لما يخطط له لاحقاً.

إن كل مجرم سيجد تبريراً لجريمته، ولا أكثر رواجاً من «معلبات» داعش، والمشكلة غير المنظورة أن هذه المعلبات يجد فيها بعضهم صلاحية إذا ما قيلت وكُررت بعد حذف اسم «داعش».

هل سيخضع هذا «الشؤم» للمناصحة؟، سؤال بديهي مع ارتباط الجريمة بالإرهاب؛ استناداً إلى كلام القاتل، وأسلوب المعالجة المتبع. إن جرائم من هذا النوع تحتاج إلى معالجة ومواجهة قضائية فورية، يكون لها من الإجراءات والمحاكمات خط سير خاص يتجاوز الروتين والبيروقراطية؛ لأن أثرها كبير، وكلما بعدت المسافة بين زمن وقوع الجريمة والحكم الصادر على من اقترفها ضعف الأثر.

هناك حالةُ تيهٍ في التصدي الفكري والوعظي لهذه الهشاشة التي يعاني منها أفراد من المجتمع، معظمهم من صغار السن، والوعظ «المعلب» المكرر لا يحقق فائدة تذكر، وعصمة الدماء حقها عظيم عند الله -تعالى-، وهي ما يجب أن يذكر بها وتعظم حقوقها بأساليب مختلفة عن ما تعودنا عليه يتجاوز هذا الوعظي إلى سرعة تطبيق الشرع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على هذا «الشؤم».. هل سيخضع للمناصحة؟

  1. ابوسامي كتب:

    اخطر ما يواجه الشباب المتناقضات في الحياة العامة الدينية و الاجتماعية والمساوات في الحقوق .

  2. عبدالله الحويفي كتب:

    السلام عليكم :
    أرجو التنبيه في مقال الحاقي لنفس الموضوع أن على كل مسلم / مسلمة بحق الله عدم إعادة أو نشر أو تمرير مقطع الفيديو

    على أو وسيلة إعلامية ولوزارة الداخلية التجريم بقانون الجريمة الالكترونية على ذلك .
    وإلى الله المشتكى

التعليقات مغلقة.