وزارة النقل ومداخل العاصمة

من المؤكد أن مسؤولي وزارة النقل من الوزير إلى المراقبين الميدانيين يستخدمون الطرق نفسها التي نسير عليها، لا أتوقع أن لديهم طائرات هيلوكبتر ولا يراقبون الطرق بالطائرات المسيرة، وهم بحكم المسؤولية ونطاق الصلاحية -وفي المفترض- أكثر اهتماماً بالطرق بين المدن والمحافظات والقرى، والعاصمة الرياض لها أكثر من مدخل براً، وخلال سنوات ماضية ذكر أن هذه المداخل سيجري تحسينها وتطويرها، لكن شيئاً من ذلك لم يتم، على رغم أننا مررنا بمرحلة طويلة نسبياً من الفوائض المالية الضخمة حتى أن شركات المقاولات تشبعت بالأعمال إلى حد الغصة!

سأركز هنا على بوابة مرورية للعاصمة الرياض هي من أهم الطرق منها وإليها، طريق الرياض – سدير – القصيم – حائل – المدنية المنورة، طريق حيوي ومهم تعبره عشرات الآلاف من السيارات يومياً، هل تفضل المسؤولون في وزارة النقل بالمرور عليه، خصوصاً مسافة كبيرة منه في الطريق القادم إلى الرياض من نقطة التفتيش الثابتة إلى بلوغ مشارف العاصمة. إن هذه المنطقة من الطريق مهملة كأنها منسية، ليس في سوء الزفلتة فقط، بل أيضاً في عدم وجود خطوط على الأسفلت وعدم توافر عيون قطط ولا حتى ذيل قطة واحدة إلا قطة مدعوسة من ضحايا مرور السيارات المسرعة.

لذلك يبدأ السائق السير في يمين الطريق ومن دون أن يشعر يصبح بعد مئات الأمتار في يساره، ينتبه إذا بدأت جماعات الصدام بالصدام من انتحاريي الطرق بدفعه، أولئك الذين لا يراعون حقوق آخرين أو أوضاع طريق مظلم وغير محدد المسارات.

إن غياب وزارة النقل عن إصلاح هذه المسافة الطويلة منذ فترة طويلة علامة استفهام لم أجد لها إجابة، وهي من أسباب تكاثر الحوادث، خصوصاً مع أوضاع مرورية في الضبط وتطبيق الالتزام بالأنظمة نعرف أحوالها جميعاً.

هذا المدخل نموذج لاهتمام وزارة النقل بالعاصمة ومداخلها الأخرى، وإذا لم تهتم وزارة النقل بالعاصمة يمكن التخمين عن أحوال مدن وقرى أخرى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.