سوري وفيليبينية! الإرهاب والمواجهة

تعمل أجهزة الأمن على مكافحة الإرهاب بخطط استباقية تعنى بإجهاض الإعداد لعمليات إجرامية وتقصي جذورها ومواقع التجهيز لها مع ملاحقة عناصرها، لذلك لم يعد غريباً أن نقرأ بين يوم وآخر عمليات نوعية مقتدرة نفذها رجال الأمن البواسل، وآخرها الكشف عن معمل متكامل يديره إرهابي سوري لتجهيز الأحزمة الناسفة والمتفجرات بمشاركة عاملة منزلية هاربة. مع هذه النجاحات المقدرة لرجال الأمن، لم نرَ، حتى الآن، عملاً فكرياً يتواكب مع هذه الجهود المظفرة.

كثيراً ما قيل وما يقال إن الإرهاب فكر يجب أن يواجه بالفكر أولاً، وترى، مثل ما أرى، أن الخطاب الديني في مواجهة ذلك في أحسن الأحوال ضعيف وغير واضح، وهو أقرب إلى رد فعل آني محدود الأثر في المكان والزمان، لا نعلم ما هي الأسباب، لكنها على آية حال تحتاج إلى بحثٍ وتقصٍ، مؤكد أن هناك رغبة في التصدي، لكن فيما يبدو لي أن كل جهة تعتقد بأن جهة أخرى مسؤولة بدرجة أساسية عن ذلك، من هنا نحن بحاجة إلى جهة قائدة للحرب الفكرية على الإرهاب «داعش» وغير «داعش».

من هنا أحدد، من وجهة نظري، الجهات الحكومية المعنية، وفي مقدمها تأتي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء مع هيئة كبار العلماء، هذه الجهات هي من يجب عليها التصدي لوضع الخطط الفكرية لمواجهة وتفنيد فكر الإرهاب والتطرف وإزالة الغشاوة عن عيون السذج من صغار السن وكباره. إن النصوص التي يستخدمها «داعش» كما استخدمتها عصابات القاعدة، هي ما يجب البحث في تفنيد الانحراف في استخدامها، وهو واجب العلماء وطلبة العلم، والقضية ليست في محاضرة أو خطبة جمعة، هي أكبر من ذلك طمعاً بأن ينتج منها خطة استراتيجية تتلقفها الجهات الأخرى من تعليم وتربية وإعلام.

وإذا تم النجاح في وضع خطة شاملة من هذا النوع، فيجب قبل إطلاقها عرضها على تربويين وإعلاميين، لأن لكل قطاع لغة وأدوات إيصال تختلف، ولأن لكل «كلام أو خطبة» مردوداً وأبعاداً قد تخفى عمّن يتولى إعدادها من زاويته لوحدة.

أن وسائل النفاذ التي يبحث عنها فكر الإرهاب كثيرة، هو يسعى دائماً للدخول إلى عقل المستهدف من إحباطات تحيط به وطموحات أحلام، لذلك نرى أن صغار السن من المستهدفين، وهم الأكثر رخاوة وضعف وعي وفهم وإدراك، مقارنة بغيرهم.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على سوري وفيليبينية! الإرهاب والمواجهة

  1. الفكرة كما فهمتها ( تحديد وتخصيص قيادة للمواجهة والمعالجة الفكرية )
    هذه الفكرة مهمة وتستحق المتابعة والتنشيط و ولا تعني القايدة إلغاء التنوّع , بل دعم التنوع وتوحيد الاتجاهات وتطوير الموجود وتقويم البرامج . نحن في السعودية لا تنقصنا البرامج والمشروعات لكن نحتاج إلى ( إدارة ) للمواجهة توصلنا إلى مرتبة التكامل والتعاون والتي تتطلب جهة مركزية قادرة على ضبط تناغم الجهات والبرامج الفاعلة .

  2. عبدالله الحويفي كتب:

    السلام عليكم :

    السادة المحترمين المشغلين لنظام ( او برنامج ) تسجيل البيانات للمستاجرين في مكاتب الخدمات العقارية

    يرجى التكرم بالتوضيح عن فعالية النظام والمعلومات المتوفرة في مثل حالة الخلية المقبوض عليها ودمتم .

التعليقات مغلقة.