سعودية في بلجيكا

استعنت بصديق لمحاولة معرفة ما حدث في بروكسل لسيدة سعودية مع أسرتها الصغيرة، الزوجة كانت ترتدي النقاب وتحمل طفلتها في ساحة عامة، فجأة حاصرها عدد من أفراد الشرطة البلجيكية مطالبين بأن ترافقهم إلى مركز الشرطة، ومن المؤكد أن عدد أفراد الشرطة بكلابهم البوليسية وأسلوبهم في التعامل، وهم مدججون بالسلاح، يفزع الرجال فكيف بالنساء والسعوديات تحديداً، الغالب الأعم في بلادنا تتعامل الشرطة مع النساء من خلال الزوج أو أحد الأقارب، المعنى أن الفزع الذي ظهرت مشاهده في المقاطع المصورة ناتج من سوء فهم متبادل وتعامل لم نعتاده، وخصوصاً لسيدة وطفلة، سمه ما شئت، اختلاف ثقافات وقوانين، لكن أخذ الطفلة من أمها لا يمكن تبريره على الإطلاق.

الصديق محمد الجمعي، وهو صحافي مغربي وزميل لنا في «الحياة» يعيش في بلجيكا ويعمل بها منذ سنوات، ذكر لي أن ساحة «القراند» موقع الحادثة، هي مكان تجمع للسياح وتشهد في العادة حضوراً أمنياً مكثفاً، والبرلمان البلجيكي ناقش أثر قانون منع النقاب على السياحة، وهو ممنوع على البلجيكيات المسلمات أيضاً، يذكر الزميل أول ما طبق هذا القانون تعرض سيدة بلجيكية مسلمة رفضت خلع النقاب ومرافقة الشرطة إلى تعامل فظ، إذ سحبت بقسوة.

أيضاً في العام الماضي تعرضت سيدة قطرية لموقف مشابه لما تعرضت له السيدة السعودية.

والحمد لله أن الأسرة السعودية غادرت بسلامة.

من جانب آخر، ذكر لي أحد شهود العيان وهو الأخ سامي أن ممثل السفارة السعودية لم يحضر إلا بعد خروج الأسرة السعودية من مقر الشرطة.

الخلاصة، أن لكل بلد قانونه، هذه فرنسا التي يقال عن الحرية فيها فصلت الحرية على مقاسها وكانت أول من شرعن منع النقاب، فالحرية هناك هي في الخلع لا في اللبس! مع تفهمي للدواعي الأمنية، الذي لم أفهمه أن تخرج سيدة بنقابها الذي أوقفت بسببه!؟

نخلص إلى اقتراح وهو أن تقوم السفارات السعودية بالتواصل «الإلكتروني» مع المواطنين حال حصولهم على تأشيرات من البلدان التي سيزورنها ثم ترسل لهم أهم ما يمكن أن يتعرضوا له من مواقف جراء قوانين أو أوضاع أمنية وغيره، مما يحفظ سلامتهم وكرامتهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على سعودية في بلجيكا

  1. محمد الجمعي كتب:

    فعلا أستاذ عبدالعزيز.. السماح للمنقبة بالخروج من مركز الشرطة بنقابها أمر مثير للدهشة والحيرة معا.
    خصوصا وأن المعنية بالأمر سعودية كانت أم غير ذلك، ستحتاج إلى المشي بضع مئة أمتار بنقابها قبل أن تستقل أي من وسائل النقل العام، وبالتالي ستجول في الشوارع بنقابها أيضا بعد إيقافها.
    أما بالنسبة لاقتراحك أستاذي فهو ضرورة ملحة، ولعل العبرة تكون من بلجيكا ذاتها، إذ لديها موقع حكومي خاص اسمه معلومات السفر، يكفي المسافر البلجيكي أن يضع اسم الدولة لتظهر له معلومات مفصلة، ليس فقط عن القوانين التي تختلف مع القوانين البلجيكية فقط، بل معلومات مفصلة تبدء من عادات وتقاليد البلد ولا تنتهي بطقس البلد ونظامه المروري ووسائل النقل المتاحة فيه وتصنيفه الأمني ونظام الاتصالات فيه… إلخ.
    ليس ذلك فقط، بل يطلب من المسافر البلجيكي طباعة نسخة من التعليمات والإرشادات الخاصة بالسفر إلى تلك الدولة وإبرازها مع جواز سفره قبل مغادرة بلجيكا إذا كان يحتاج إلى تأشيرة دخول تلك البلد كالسعودية مثلا وكان يقصدها للمرة الأولى.
    في ما يكتفي موظف الجوازات بمطالبة المسافر بالاطلاع على إرشادات السفر إذا كانت البلد الوجهة لا يحتاج البلجيكي إلى تأشيرة مسبقة لدخولها كالمغرب مثلا.
    مودتي وتحياتي

التعليقات مغلقة.