الشيلات و«الطيحات»

منذ أسابيع تدور رسالة في «الواتساب» عن إيقاف الشيلات، وقبل أيام تطوع أحد المغردين بوضعها خبراً في «تويتر»، ولم أذكر اسمه لصعوبة تحديد من غرّد بها للمرة الأولى، «تويتر» ووسائل التواصل الأخرى، بحاجة إلى نظام أفضل من «سمارت» الذي تستخدمه هيئة سوق المال لملاحقة المتلاعبين بمحافظ وصناديق الاستثمار بالأسهم، والتلاعب بالرسائل أسهل من التلاعب بالأموال.

نعود إلى الشيلات، لاحقاً أعلنت وزارة «الإعلام » عبر «الحياة» عدم صحة خبر الإيقاف، وهذا لا شك أعاد الاطمئنان إلى محبيها.

واحدة من مشكلاتنا أن كثيراً منا يتعامل مع القضايا تعامل مشجعي كرة القدم في المدرجات مع هجمة فريقه، والتشجيع لا يخضع للمنطق ولا للعقلانية لأن العاطفة «الجياشة» هي الغالبة، وإن كنت لا أفهم وقوع مثل ذلك في قضايا فكرية ثقافية أو سياسية إلا أنني أتفهمه – على مضض – في شأن الشيلات، لأنها تخضع للذائقة بصفتها لوناً من ألوان الغناء أو الإنشاد، مع تحفظي على تفسيرات أطالعها وهي ترُد بعصبية على من يصرح بأنه لا يحب هذا اللون.

المسألة ذائقة، تختلف من شخص لآخر، والشيلات جاءت لتملأ فراغاً موجوداً، ومن شبه المؤكد أن لها حاجة بدليل انتشارها، وسبب الحاجة في ظني أن هناك من يريد أن يغني أو يترنم أو «يقصد» في حدود ما يعتقد بأنه الأحوط من ناحية الخلاف على الغناء، من هذه الزاوية الشيلات تشبه زواج المسيار!

وهي فنياً منتج هجين، خصوصاً مع طغيان المؤثرات الصوتية المتشابهة حتى التطابق. إلا أن هذا الرأي لا يجعلني أطلب إيقافها أو التضييق على محبيها، مع أن كلفتها وصلت إلى مبالغ مرتفعة، ولكن أطلب مسألة أخرى.

في قضايا الإعلام والنشر هناك قواعد يعلمها كل من يدخل لهذه المهنة من بابها الصحيح، فالخطوط الحمراء معروفة وهي خطوط تستهدف المصلحة العامة، ومنها عدم الدخول في العصبيات القبلية أو المناطقية وما يشابهها مما يفرق ولا يجمع ويزرع الضغائن، مثل هذا ليس من الشيلات بل من «الطيحات»، أما إذا التزم من «يشيل» بتلك الشروط الجوهرية فلا مشكلة على الإطلاق ولكل متذوق اختيار ما يطربه.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.