وصلنا إلى.. جرائم مرورية!

وصلنا إلى هذه المحطة البائسة جرائم قتل بسبب «الوضع» المروري، ولم يكن هذا ليحدث لو كان هناك نظام يطبق ويحترمه الجميع، ليعرف كل فرد يقود مركبة الحد الفاصل بين حقه النظامي وحقوق غيره، سائقين ومشاة.

خلال أسبوع واحد حدثت جريمتا قتل الأولى في مكة المكرمة، إذ أدى خلاف على موقف بين مواطنين إلى طعن أحدهما الآخر، الخلاف على موقف سيارة أنتج قاتلاً ومقتولاً، وفي الرياض نتج عن مشادة أو خلاف على أولوية مرور بين شبان سعوديين وشاب مصري مقتل الأخير، وبحسب ما نشر فإن ثلاثة شباب على إثر مشادة أو خلاف «مروري» قاموا بضرب الشاب المصري ثم حاولوا الهرب، فوقف المجني عليه ليمنعهم فقاموا بدهسه، واستطاع مواطن رابع معرفة معلومات سيارتهم، وأبلغ الشرطة لتقبض عليهم.

وإذا كنت ممن يقود سيارتك لأكثر من ساعتين يومياً حاول أن تتذكر كم مشادة في الأسبوع أو «سب» قمت به أو وصلك «طشاش» منه؟ وكم مرة حدث لك تخرج لتجد سيارة تعترض سيارتك! يومياً يعيش السائقون اختباراً ماراثونياً شاقاً للأعصاب.

المرور إدارة ورؤية إذا كانت لديه رؤية مسؤول عن هذا، والبلديات وزارة وأمانات مدن مسؤولة خاصة عن المواقف وتوافرها، أدى التهاون وتمشية الحال بالفسوحات البلدية إلى انخفاض كبير في مواقف السيارات المخصصة في مقابل «تشجيع» زيادة أعدادها.

وصول الحال المرورية إلى هذا الوضع لا يشكل لي مفاجأة، من متابعة لهذا الشأن أتوقع أكثر، وعلى رغم أن الكتابة عن الحال المرورية موضوع «غثيث»، إلا أنني حرصت على إطلاق تحذير بين فترة وأخرى، أقلب المسألة مرة بجدية، ومرة بسخرية لعل وعسى، لكن من دون فائدة تذكر من ناحية فاعلية المواجهة.

لقد تعودنا من «الإدارة» – إن جاز التعبير – في السعودية ألا تبدأ العمل إلا عند الوصول لنقطة حرجة! وأعتقد أننا في ما يخص «الحال المرورية» في وضع حرج، باختصار هو بحاجة ماسة إلى نقله للعناية المركزة.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على وصلنا إلى.. جرائم مرورية!

  1. كنا نسمع في الماضي معزوفة من المسؤولين وبالذات في القطاع الأمني ، وهي الرد أو “لطم الوارد ” عند الحديث عن أي وصف بالظاهرة لـ سرقة السيارات ، التفحيط ، المخدرات ، سرقة المنازل .. الخ
    تقفز عبارة ” لا لا لم تصل لحد الظاهرة ” !!
    طيب ، هاهي تخطت حد الظاهرة ! فما عساكم فاعلون !؟؟؟

    وحول هذا الموضوع :
    شح في المواقف أم شح في النفوس !؟
    http://awraq-79.blogspot.com/2016/02/blog-post_32.html

التعليقات مغلقة.