تحولات الشيخ مدهن

بالنسبة للشيخ مدهن، ليست هناك مشكلة على الإطلاق، فخلال الأعوام الخمسة أو الستة الماضية استطاع التكيف مع التحولات المحيطة في المنطقة، من يمين وشمال، وأصبح له في كل عرس قرص، من سياسة إلى اقتصاد وفكر. فإذا ارتفع صوت «الإخوان» كان معهم، وإذا مالت الكفة لـ«السلفيين» يعطيهم من وقته الثمين، ولا يمتنع من الظهور بمظهر الليبرالي أو العلماني، وحتى الزعفراني.
فهو ربان مركبة ماهر، يرى الموجة قبل ظهورها، ولو ظهرت وهو غافل عنها لا يتردد بالقفز عليها، واستثماراته – حتى الافتراضية منها – موزعة على أكثر من عاصمة عربية وإقليمية. رحلة هنا وزيارة هناك، أما الصندوق الأسود للمدخرات ففي أوروبا، وكنت أراقب المشهد العقاري وأتساءل: كيف سيواجه موجة الضغوطات على جزء أصيل من أعماله؟ وحينما سألته عن الوضع، بعد أخبار عن انخفاضات ملموسة في أسعار الأراضي، قال متبسماً: «أبشرك تخارجنا منها»!
أما عن رأيه في التحول الاقتصادي، فقال إنه يحتاج إلى تأمل، وينتظر إعلان تفاصيل جديدة، لكنه في صباح اليوم التالي اتصل بصوته المبتسم يسألني بحماسة: هل اطلعت على الأخبار؟ فأجبت: كل ما حولنا وما نتابعه هو أخبار، فأيها تقصد؟
كان جوابه المباشر بقراءة خبر يشير إلى أن وزارة الإسكان حصلت على صلاحية الإشراف على البيع بالخريطة، ثم قفز من هذا الخبر إلى آخر يقول: «تعتزم وزارة الإسكان دراسة تخصيص المرافق العامة داخل الأحياء»! فكرت «أنا»، ما هي المرافق العامة داخل الأحياء؟ إذا كان الحي محظوظاً ففيه قطعة «ثيل» صغيرة، مع ثلاث «مرجيحات» أطفال وملاعب محدودة لكرة القدم أو السلة.
سألت الشيخ مدهن للاستنارة بخبرته، هل تظن بأن الشوارع والأرصفة وأعمدة الإنارة من ضمن ما تخطط وزارة الإسكان لتخصيصه؟ ولأن من طبعه التفاؤل أجاب ضاحكاً بعدم علمه بالتفاصيل، لكنه يبحث عن النموذج الخارجي الذي يجري استنساخه لمعرفة مؤشرات التوجهات المستقبلية.
العين الاستثمارية للشيخ مدهن تركز على الفرص، وقبل انتظار نتائج بحثه قال من دون مواربة: إن كانوا جادين في ما أعلنوا، ففي «اليوتيرن» داخل شوارع الأحياء فرصة جيدة إذا ما تم تخصيصه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.