هل أصبحت البيئة أولوية؟

تموضع قطاع الزراعة في اسم الوزارة الجديد في آخر الركب، أصبحت وزارة البيئة والمياه والزراعة، ولا نعلم هل هذا يعني إعلاء لشأن البيئة أم تراجعاً في الاهتمام بالزراعة؟ لنفترض أن اختيار الاسم بهذا الترتيب جاء من أن البيئة هي الحاضن الأساس للمياه والزراعة، وهو تخريج معقول ومقبول، ولا بأس به إذا نتج منه تحول نوعي.
واقع الاهتمام بالبيئة لا يحتاج إلى عين خبير لمعرفة ضعف الاهتمام وتشتت الجهود القائمة على ردود الفعل في الغالب أو لبس طاقية الإخفاء.
تحول البيئة إلى وزارة حقق مطلباً قديماً برفع مستوى الاهتمام بالبيئة إلى وزارة حتى ولو تم ذلك بضمها لقطاعات أخرى لها أهمية قصوى، فهل يحقق الضم تغيراً إيجابياً في منظومة متداخلة مع بعضها البعض؟
الحفاظ على الحياة الفطرية من حيوان ونبات وتنميتها لا يمكن فصله عن الحد من التلوث وسوء استخدام الأراضي من قطاع التشييد أو الصناعة، كل هذا وحدة متكاملة تتناغم مع بعضها البعض، وأي خلل في أي منها يحدث خللاً في المنظومة كلها، ومعها أيضاً التراخيص للمحاجر واستغلال التربة والرمال، وهي من صلاحيات وزارة الطاقة «البترول سابقاً»، ورقابة ذلك ليست بالمهمة السهلة والزراعة أقصد وزارة البيئة والمياه والزراعة ضعيفة في هذا الجانب في ما يتعلق باختصاصاتها الرئيسة أيام القطاع الوحيد، خذ المبيدات الزراعية كنموذج «بيئي»، ومن العجب بيئياً أنها لم تتأثر بتقرير منظمة الصحة العالمية الحديث الذي وضع ثلاث مدن سعودية ضمن المدن الأكثر تلوثاً، ولا ننتظر هنا رداً إنشائياً بل محاولة لمعرفة الأسباب والحد منها بدلاً من التغافل عنها.
على السطح تبدو صور الاستهتار بالحياة الفطرية في نشر صور قتل حيوانات آمنة في بيئتها الأصلية، تفاخراً وهياطاً يثيران الاشمئزاز، هذه الصورة من التبلد وانعدام المسؤولية فضلاً عن الإنسانية وقبلها تعاليم العقيدة كلها مجتمعة تحتم الإسراع في وضع نظام صارم، حماية الحياة الفطرية جزء منه، وحماية الإنسان والأرض تربة وطبيعة جغرافية والشواطئ من سوء الاستغلال تكمل الجزء الآخر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.