بئر مقابل كل قبر!

مع تصاعد الخسائر البشرية في عناصر حزب الله اللبناني في سورية، وعودة الكثير من شبابه في توابيت، ارتفعت موجة السخط في البيئة الحاضنة للحزب، وتصاعد التذمر والسؤال عن الجدوى من زج شباب لبنانيين في حرب الحزب الطائفية؟ وما هي الفائدة التي جناها اللبنانيون الشيعة وحتى من مختلف طوائف هذا البلد الصغير؟
يزيد من هذه الخسائر البشرية ضغوط اقتصادية فرضتها سياسات الحزب وجرائمه ضد الدول العربية، من تدخلات مسلحة وتهديدات صريحة في خطابه الإعلامي، أدت إلى ما يشبه القطيعة العربية للبنان، ألحقت ضرراً فادحاً بالاقتصاد.
لكن في جانب مختفٍ أو مخفي في الداخل اللبناني لا يسلط عليه الضوء إعلامياً، يمارس الحزب هيمنة وضغوطاً على حاجات إنسانية كالماء والكهرباء بسبب تغلغله في مفاصل الدولة اللبنانية حتى البلدية منها، وهو ما يراه البعض عقاباً جماعياً مسلطاً على كل من يرفض أو يعارض سياسات الحزب، وعلى سبيل المثال للحصول على رخصة حفر بئر ماء، خصوصاً في قرى الجنوب والبقاع اللبناني، يضطر المزارع هناك إلى دفع رشوة تقدر بمبلغ ألف وخمسمئة دولار، حتى أصبحت عبارة «بئر مقابل كل قبر» شعاراً للمطالبة يتردد داخل الحاضنة التي تدفع من دماء أبنائها ثمنها لطموحات إيران، فالحزب يأخذ ابن الأسرة الشيعية اللبنانية لحربه الطائفية، ثم يرسل صورة له بعد مقتله.
وطهران لم تشيد حزبها في إيران للسيطرة على لبنان فقط، بل أوكلت له إدارة الملف العراقي، فمن المثير معرفة أن طموحات الساسة العراقيين الراغبين في مناصب وزراء أو غيرها، لا بد أن تمر من خلال دكان سياسي في بيروت يديره عضو المجلس السياسي للحزب محمد كوثراني، وهو شخصية دينية عليها الكثير من علامات الاستفهام، ولا يستثنى من ذلك العراقيون السنة المنخرطون في العملية السياسية العراقية التي ثبت فشلها، وفي مقابل إتاوات تدفع بالملايين يحصل الواحد من هؤلاء على تزكية للإمساك بحقيبة أو وكالة وزارة في بغداد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.