الهجمة «الخمينية»

أضم صوتي إلى صوت الدكتور عبدالله الغذامي، الذي كتب في «توتير» مقترِحاً مصطلح «الخمينية» لتجنب التعميم في حوارات حول الأحداث المحيطة بين السنة والشيعة، وهذا المصطلح أكثر دقة، فليس كل الشيعة يقدسون الخميني أو ولاية الفقيه، لكن كل من يقدس الخميني ويتبع آراءه هو من دون شك عدو للعرب ولدول الخليج خصوصاً، وللمسلمين عموماً؛ لأن هذا الفكر الطائفي قائم على هوس تصدير الثورة وإنشاء الميليشيات المسلحة، لضرب استقرار الدول العربية، تحت عباءة الطائفية والمظلومية، وأحياناً الحرية وحقوق الإنسان.
ومصطلح الخمينية أفضل من مصطلح الصفوية، لأن صوره «حية» الآن يرفعها الحوثي في اليمن وحزبه في لبنان والحشد الطائفي في العراق، وكذا الأتباع في البحرين.
وتحديد المصطلحات جزء من حاجة ضرورية للملمة الخطاب الإعلامي كي يكون أكثر دقة وأبعد عن التشويش والتشرذم، أو تقديم هدايا للعدو الإيراني بدفع كل الشيعة العرب وغير العرب إلى حضنه. والتغول الإيراني في العالم العربي ليس وليد الأمس، بل هو مخطط له من عقود، ولم يكن له أن يوجد ويؤسس بالصورة التي نراها لولا حماية ميليشيات وأحزاب وجمعيات صنعتها طهران تحت أكثر من غطاء، من السياسي إلى الاجتماعي والثقافي، في مقابل رخاوة عاشتها دول عربية كثيرة، لذلك فإن المواجهة المناسبة لن تأتي من طريق ردود الفعل، بل بالعمل الممنهج طويل المدى، والخمينية لا تختلف عن الصهيونية في أهدافها، بل هناك تطابق، وساحة التنافس بينهما هي البلدان العربية وشعوبها.
وحتى الآن تبقى الدول العربية مشتتة لا توحدها خطة للمواجهة، والأولويات لدى كل منها مختلفة عن الأخرى، وهي ثغرات تستغلها السياسة الإيرانية المخاتلة. وكما أن الصورة الأبرز للصراع هي صورة عسكرية دموية، فإن الجوانب؛ الفكري والثقافي والإعلامي لم يتم العناية بها، مع أهميتها في هذه الحرب الطويلة، وهي حرب، حتى لو توقفت آلتها العسكرية، باقية بالفكر والميليشيات، بوجود المغذي الطائفي الضخم من حكومة الملالي في طهران، الذي تفرع على شكل متوالية هندسية بأذرعه الحزبية الميليشاوية، فالخمينية لا تعيش إلا بزرع عدم الاستقرار في ما حولها من دول وشعوب، ولو توقف هذا الزخم لأصيبت بالانهيار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.