مراجعات د. عبدالله النفيسي!

قرأت تغريدات في موقع «تويتر» للدكتور عبدالله النفيسي المفكر الكويتي المعروف فيها تراجعات أو مراجعات عن أفكار – تخص الصراعات في المنطقتين العربية والإسلامية – اجتهد في الدعوة إليها أو تحليلات سبق أن صرح بها، ثم وجد بعد التأمل خطأ استنتاجاته، ورأى أنه كما قال نصاً: «مع تقدم السن والتجربة يدرك الإنسان ما لم يكن يدركه أيام شبابه وعنفوانه. ومراجعة الأفكار والقناعات وتقليبها أمر عادي بل صحي ولا مفر منه».
موضحاً دافع المراجعة بقوله: «هل أدركت ذلك (متأخراً)؟ لا أدري، لكن رأيت أن من الأمانة أن أبوح بذلك للشباب حتى لا يخوضوا في بحار كدنا نغرق فيها لولا أن الله سلم ولطف». ماذا أدرك الدكتور النفيسي؟ سأرتب تغريداته لأهميتها بحسب التسلسل المنشور على صفحته في «تويتر».
1- «أدركت الآن كمثال أن (التعايش) مع بعض الأوضاع أمر لا مفر منه، وأن (المفاصلة) ضرب من ضروب المواجهة غير المتكافئة والتي تقود حتماً إلى الهزيمة».
2- وأدركت الآن أننا نعيش في ظل (نظام دولي) يحكم السيطرة عبر أذرعه الأربعة (احتكار السلاح، احتكار الخامات، احتكار الشرعية، احتكار الإعلام).
3- وأدركت الآن أن (المواجهة) مع (النظام الدولي) غير متكافئة، وتقود إلى الهزيمة . وأن (التعايش) معه و(التفاوض) معه ربما هو (المخرج) الوحيد».
4- وأدركت الآن أن على المرء أن يستوحي دروسه ومراجعاته الفكرية من (عالم الشهادة أي الواقع) وليس من (الخلوات أي التنظيم الصحراوي الرومانسي).
5- وأدركت الآن أن في الحياة (مؤسسات صلبة) و(مؤسسات رخوة) وأن التسلح بالأولى خير من التمني على الثانية ولا تسلني عن طقوس السرية في كلامي.
وتعليقاً على ردود الفعل اللاذعة في «تويتر» على تغريداته السابقة قال: «ما أدري ليش مراجعة الأفكار وتمحيصها وفحصها بعد تجربة نصف قرن يعتبرها (البعض) انهزامية وانبطاحاً. من كان عنده شيء آخر فليأت به من دون تجريح».
انتهى الاقتباس مما سطره د. عبدالله النفيسي، ويقيني أن التصريح بهذه المراجعات والإدراك حتى المتأخر أمر جيد يحسب له، أما ما يحسب عليه فهو الغموض في بعض العبارات ما بين الأقواس. وسأحاول في مقال لاحق التعليق على خلاصة مراجعات النفيسي التي أعتقد أن الكثيرين كانوا مقتنعين بها ومدركين لنتائجها، خصوصاً من يضعون نصب أعينهم حقيقة «الواقع».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.