الاسترضاء

سنوات طويلة لم تحقق سياسة الاسترضاء، التي مارستها الدول الخليجية في لبنان، نتيجة تذكر، وفي ذروة المجد الإعلامي لحزب إيران في لبنان مع ادعاء بالمقاومة ضد إسرائيل وشعارات تحرير الأقصى وحقوق الفلسطينيين تم الكثير من الاسترضاء، من تشييد للبنية التحتية المهدمة إلى المساعدات، حتى وصل الأمر إلى حفلات جماعية لتزويج شباب من الطائفة الحاضنة لحزب حسن نصرالله!
وسط هذا الدعم كانت لغة الحزب في تصريحات أمينه العام واضحة المعالم في الغمز واللمز، وتمجيد الخميني وخامنئي، وإعلان الولاء الأول لهم، ثم سقطت كل الأقنعة مع الدخول السافر على خط الثورة السورية بثياب طائفية بغيضة وقاتلة.
سياسة الاسترضاء كما شاهدنا لم تؤثر، وهي لن تؤثر أيضاً مع الحكومة العراقية الحالية. إيران استخدمت حزباً صنعته في لبنان لهدم الدول العربية طائفياً، وهي تستخدم شبح الدولة العراقية ممثلاً بحكومة حزب الدعوة والأحزاب الشيعية المتضامنة معه
لذا ليس من المفاجأة أن تعلن إيران عن جيش من المجندين غير الإيرانيين، مكون من مرتزقة طائفيين لاستخدامه في حرب على الدول العربية، وهو في الواقع موجود بميليشيات متعددة الأسماء، ويعمل على القتل والتهجير، لكن الإعلان في هذا الوقت هو جزء من الحرب النفسية والدعم المعنوي للمتحالفين معها، كما أن من غير المفاجئ الأسلوب الذي تتعامل به الحكومة العراقية مع السفير السعودي لدى بغداد، في رفض طلبات سيارات مصفحة للحماية، وتأمين التنقلات للمطار بسلامة وأمن، فالمطلوب وفق الأمر النافذ الإيراني على حكومة بغداد هو محاصرة الديبلوماسية السعودية في العراق، وكما تستخدم طهران حكومة العبادي ومن قبله نوري المالكي تستخدم أيضاً الحوثي وعلي صالح في اليمن.
إيران تجتهد في استغلال ما تبقى من عهد الرئيس أوباما تحوطاً لما سيأتي بعده، وهذا لا يعني أن من سيأتي بعده، سواء أكان ترامب أم كلينتون، سيغير من واقع سياسات أميركا، لأن سياسة التمكين لإيران في المنطقة لم تكن وليدة عهد أوباما، بل جرى التخطيط والتنفيذ لها من فريق بوش الابن، مع فارق أن الشعارات المستخدمة كانت ضد إيران «محور الشر وراعية الإرهاب»، وأسهمت إلى حد كبير في التخدير، مع تقوية التعاطف لجمهورية تصدير الطائفية لدى السذج في المنطقة العربية فترة طويلة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.