كيف أخطأ إياد مدني؟

يحتم الموقع أو المنصب – إن شئت – خطاباً وأسلوباً ومفردات خاصة به تراعي مصالح الموقع وأهدافه أولاً وثانياً وعاشراً، لذلك فإن «شاغل» هذا الكرسي في حركاته وسكناته العامة خصوصاً محكوم به، ولهذا وغيره نشأت اللغة الديبلوماسية.
والخطأ الذي وقع فيه أمين منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني غريب منه، لأسباب منها أنه إعلامي تعود على مثل هذه المنابر وتدرج فيها حتى أصبح وزيراً «أسبق» للإعلام في مرحلة مهمة من تاريخ السعودية.
نعود للأهم وهو الموقع الذي «كان» يتولاه وهو موقع مسؤول غايته جمع «الدول الإسلامية» للتعاون، وهذه الدول في حقيقة الأمر هي الأنظمة التي تديرها شئنا أم أبينا، وفي صدر المشهد تراشقات ومناكفات طغت على إعلام بعض هذه الدول، يضاف إلى ذلك الظروف الصعبة التي يعانيها هذا العالم الإسلامي وهي ليست في حاجة إلى شرح، والدور الكبير والمنتظر من منظمة التعاون الإسلامي هو في الأساس دور مسؤول وحكيم بالدرجة الأولى.
لحظة الانزلاق جاءت بسبب خطأ في حرف، بل في نقطة! بين اسم الرئيس التونسي «السبسي» واسم الرئيس المصري «السيسي»، وكان يمكن تجاوز الخطأ لو توقف عند هذا الحد، إنما الفخ كان في الحضور الإعلامي الطاغي لقصة الثلاجة التي أوردها الرئيس المصري في مقطع متداول.
حسناً.. دعونا نحاول الاستفادة من حادثة «عابرة» شخصت الحال الهشة للعالمين العربي والإسلامي.
ما يستفاد هو أن القيادة السعودية وإن لم يظهر ذلك في الصورة راعت وفي شكل سريع مصالح «جامعة» أكبر، وسواء استقال الأمين السابق أم تم الإيعاز له بالاستقالة فإن المحصلة واحدة، وما ينتظر أن ينتج من هذا الموقف المسؤول والحصيف من الرياض هو استيعابه من القيادة السياسية المصرية جيداً، ولنرَ موقفاً وإيقافاً حازماً للمهاترات «الهابطة» لبعض وسائل وأشخاص في الإعلام المصري، فهذه الممارسات في واقع الأمر أحدثت ضرراً بالغاً بهذه القيادة نفسها قبل غيرها وساهمت في ترسيخ صورة سلبية عنها في العالمين العربي والإسلامي.
مصر من أولى الدول التي رحبت بترشيح الدكتور يوسف العثيمين، والمسؤولية التي يتصدى لها الدكتور العثيمين كبيرة وفي ظرف حساس وهي فرصة جديدة له حتى على المستوى الشخصي ليضع بصمة عمل «ثقيل…عميق» ومفيد في واحدة من أهم المنظمات الإقليمية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.