إصلاح «منبع» الخطأ

وثّق مواطن خطأ هندسياً جسيماً في تنفيذ طريق يتجه إلى «سراة عبيدة»، المسار الأيسر للطريق ينتهي فجأة برصيف للاستدارة، ما يعني خصوصاً في الليالي المظلمة حادثة شنيعة بنسبة 99،9 في المئة، ولا يمكن فهم وقوع خطأ مثل هذا من مهندس ولا من مراقب وإدارات تتولى كل مرحلة من التصميم إلى التنفيذ والإشراف ثم التسلم والتوقيع عليه! وغالبية الموظفين لديهم حساسية من التوقيع فكيف تم توقيع التسلم؟ بل حتى إن وصفه بالخطأ.. خطأ، فهو «إنشاء» تم وتسلم أقل ما يقال عنه إنه حقيقة لا يمكن فهم ذلك، فالمواطن العادي غير المهندس اكتشف خطأ وزارة وإدارة وكوكبة من المهندسين ومقاول! أمر يبعث على الحيرة!
لاحقاً نشرت صورة على مواقع التواصل يظهر فيها عمال وتراكتور وذكر من حسابات غير رسمية أنه تم إصلاح الخطأ، لكن من خلال بحثي لم أجد بياناً أو توضيحاً من وزارة النقل إو إدارة الطرق فيها يؤكد بشكل رسمي إصلاحه وهو ما كان مفترض الصدور.
ولو افترضنا أن المواطن لم يوثق ويعلق وينشر عن مثل هذا الخطأ الجسيم، وأن هذه المبادرة منه لم تجد صدى من المتابعين لتصبح حاضرة بقوة، فهل نتوقع أنه سيتم الالتفات إليه وإصلاحه؟ أترك الجواب لكم!
أحياناً إصلاح مثل هذا الخطأ – بطريقة مثلما ذكر – لا يعني احتمال إصلاح مواقع مماثلة ومحتمل وجودها ولم تجد طريقها للإعلام وسط مملكة فيها شبكة طرق مترامية الأطراف. الإصلاح يأتي بإصلاح منبع الخطأ وهو فقط الذي يبعث على الارتياح بأنه لن يتكرر. أما الإصلاح بصورة مخفية مثل تلك، فهو غير بعيد عن التستر على الخطأ، التحقيق والشفافية التي تحترم الرأي العام مطلوبة من وزارة النقل في هذا وفي غيره، ومع توقف مشاريع فرصة للبحث والتحري والتقصي عن «بلاوي» هندسية نرى بعضاً منها في وسط المدن أو في أطرافها فكيف بأوضاع الطرق النائية؟
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.