زكاة المهندسين

مع الأخطاء الهندسية في الطرق التي يكتشفها غير المهندسين من الناس العاديين مثلي ومثلك، ومع خطورتها اليومية على مستخدمي هذه الطرق، هناك حاجة ماسة إلى المراجعة بغرض الإصلاح وتحقيق أعلى درجات السلامة، ولتقليص المفاجآت المرعبة التي قد يتعرض لها السائقون والركاب.
ولأن الجهاز البيروقراطي لا يرى قصوره أو لا يرغب في ذلك، فلا بد من مرآة تكشف له عن أوجه القصور والأخطاء.
ومن المعلوم أن المهندسين السعوديين لهم دور كبير، سواء في الإشراف أم المراقبة، من خلال الوظيفة الحكومية أو شركات مقاولات أو مكاتب هندسية يمتلكونها أو موظفين بها، صحيح أن عددهم قليل مقارنة بالأجانب، لكن لهم دوراً مشهوداً وحاضراً.
هذا جانب من المسؤولية التي تحتم عليهم التحرك لفعل إيجابي، والجانب الآخر مسؤولية وطنية وإنسانية تنتظر من يحمل رايتها، ولديهم الإمكان لذلك، خصوصاً وأن هناك هيئة سعودية متخصصة تجمعهم وتظللهم.
وإذا كان المواطن غير المهندس يتطوع أحياناً بالتنبيه على أخطاء وقصور مثل تلك فمن المتوقع في شأن هندسي متخصص أن تشتعل غيرة المهندس المواطن للمشاركة في تحديد مواقع الأخطاء الهندسية أو الشبيهة، وأخص الطرق، لأهمية السلامة وكثرة الحوادث المرورية وارتفاع عدد ضحاياها بشكل مستمر، ثم ولأن هناك من الأخطاء مما لا يصدق حدوثه العقل.
والفكرة بسيطة وشاركت في طرحها «مجدداً» مع عدد من الإخوة على «تويتر» باقتضاب، وأعتقد أن وزارة النقل وكذلك الأمانات والبلديات وأيضاً المرور وهيئات تطوير المناطق جميعاً سيرحبون بالكشف عن الأخطاء الهندسية الموجودة والمحتملة، وسيخفف ذلك على جهود إدارات المتابعة والصيانة.
ومن دون تضخيم للفكرة أو لطريقة تنفيذها، يقترح على الهيئة السعودية للمهندسين أن تطلب من أعضائها تزويدها – بحسب الاستطاعة – بالمواقع التي تشكو من أخطاء هندسية، أو من الممكن تحسينها هندسياً لغرض السلامة لا غير. و لو حرص كل مهندس وهو في طريقه إلى ومن العمل على ملاحظة مثل هذه المواقع وتحديدها لتوافرت للهيئة حصيلة مهمة، لتبدأ العمل عليها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.