(حلب والموصل… الرعاية أميركية)

حتى لا ننسى فإن الولايات المتحدة هي التي نصبت نوري المالكي على العراق فأنتج تنظيم «داعش» الإرهابي مستعيناً بخبث إيراني حاضن لتنظيم القاعدة، وهي واشنطن أيضاً من حرص على قلب ما سمته الديموقراطية ففاز بالقوة الأميركية على إياد علاوي، واشنطن حمت نوري المالكي وساعدته بل حاولت التسويق له في المنطقة، على رغم نهجه الطائفي المعلن وإطلاقه سراح المعتقلين من تنظيم القاعدة الإرهابي.
وحتى لا ننسى فإن واشنطن هي من شجع بالشعارات وتصريحات أوباما وكلينتون ومن بعدها كيري السوريين وأعطتهم أملاً بالخلاص من نظام بشار الأسد الخاضع للملالي في طهران.
تصريحات أوباما المطالبة لبشار بالرحيل ما زالت حاضرة تتردد يسمع صوتها مع كل قصف روسي وسفك للدم السوري من ميليشيات مرتزقة إيران الطائفية.
إن الآمال بالشعارات التي تقدمها واشنطن للشعوب هي فخاخ قاتلة سواء كانت بالترويج لشعارات جميلة جذابة كالديموقراطية أم حقوق الأقليات، والتطمينات التي تقدمها واشنطن للأنظمة العربية أكثر خطورة، فهي تستخدم كل ما يمكن استخدامه لتحقيق سياسة التفتيت واستخدام البعض ضد الكل لأضعاف الجميع.
تلاعبت إدارة أوباما بالأنظمة والشعوب، مارست خلال العهد «الأوبامي» أكبر عملية تخدير سياسي منذ ما قبل الاتفاق النووي وخلال مفاوضاته ثم اجتهدت في تسويقه واستمرت على هذا الطريق، على رغم انكشاف عورات هذه السياسة في سورية، فلا ينسى أن واشنطن مارست أكبر عملية تضليل في تاريخ المنطقة بخدعة تدريب وتسليح المعارضة السورية، في حين قامت بتحييد وتجفيف هذه المعارضة ميدانياً، والسؤال لمصلحة من تم هذا؟ إنه السؤال نفسه الذي طرح بعد غزو العراق!
الجمهوري حطم العراق لمصلحة إيران والديموقراطي وقع اتفاقاً ضخ أموالاً وحطم أسوار العزلة اقتصادياً وسياسياً!
سياسة واشنطن لم تتغير وإن تغيرت الأدوات ما صنعه بوش الابن أكمله أوباما ولكل طريقته.
الصوت الأميركي العالي المهدد لإيران في عهد بوش الصغير، هو نفسه الآن يتكرر من الفائز الجديد في انتخابات الرئاسة، الرهان على أقوال ترامب وفريقه ضد سياسات إيران الإرهابية وهم جديد، ولن تتغير السياسة لأن الخط الرئيس لها ووفق رؤيتها العميقة أن إيران لا تمثل تهديداً للمصالح الأميركية، ثأر واشنطن يستغل أحداث 11 أيلول (سبتمبر) ويحمل مسؤوليتها للعرب والمسلمين السنة هو بوصلة السياسة الأميركية، وكأن واشنطن تقول إذا لم تصلحوا أنفسكم كما نريد، نحن نصلحكم على طريقتنا! والفتك الوحشي في حلب والموصل مع صمت مخزٍ على جرائم حرب ترتكبها المرتزقة الطائفية خير شاهد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.