حتى لا تتحول إلى عقرباء!

لست بحاجة لإقناعك بأهمية الكهرباء في كل فصول السنة، وفي فصل الصيف تصبح من ضروريات الحياة التي لا يُسْتغنى عنها في بلاد تصل فيها درجة الحرارة إلى 50، فهي أهم من الدقيق والرز، مع عدم توافر مصادر بديلة لدى المواطن البسيط وغير البسيط، نستثني المواطن المبسوط، لقدرته على مواكبة التغييرات في الرسوم. ولحد الآن لم تتضح معالم التغييرات المرتقبة في الرسوم رقمياً، إلا أن «الفزع» منها حاضر، فكم سيدفع المشترك؟ وهل يستطيع تحمُّل سخونة الفواتير، مع تناقص الدخل من رسوم أخرى واقتطاعات؟
شخصياً أنا مثل كثير منكم لا أعرف كيفية حساب الفواتير، والمختصر «ك.و.س» الذي يظهر في الفاتورة أضيف إليه حرف «الياء» ليصبح «كويس» – دع القيادة لقراءة موظف الشركة واستمتع بالرحلة، فليس هناك «خطوط» أخرى للحجز معها. وآخر تصريح صدر عن الشركة قال فيه مدير المشتركين ببريدة إن هناك ثلاث مراحل لقراءة العداد تلافياً للأخطاء، أتمنى أن يكون هذا «دقيقاً»، فالشركة بعد شكاوى مشتركين أعلنت في نوفمبر الماضي عن فصل قراء عدادات من موظفيها، ولا بد أن لبعض المشتركين تجارب عند مراجعة الشركة في فواتير تضخمت فجأة ليتم تصحيحها، ما يدل على أن هناك «ارتجالاً» في القراءة يرفع الشريحة إلى شريحة أعلى بسهولة.
والشركة أيضاً مطالبة بتطوير خدمات فواتيرها، بحيث توضح في رسائل «الفواتير» بالجوال المدد الخاصة بالفاتورة.
ولا أعرف هل تقوم الشركة بتجارب حالياً، ففي الأسبوع الماضي أرسلت لجوالي فاتورة، ثم توالت الرسائل للفاتورة نفسها لتصبح خمسين رسالة! هذه كلفة تحسب في المحصلة من «تكاليف» الشركة، وهو ما يفتح ملف كلفة التشغيل والإدارة.
لنعود إلى صلب القضية، الهدف المعلن من رفع الرسوم هو خفض استهلاك الوقود المتزايد، وترسيخ سلوك الترشيد، وهذا لا يُختلف عليه، لكن تجب مراعاة الأكثر تضرراً، فمن المعلوم أن المستويات المتوسطة دخلاً فما دون هم الأكثر تضرراً من كل برامج التحول والرؤية، لذا لا بد من إعادة النظر في الشرائح المخصصة لهم، ليس تدليلاً، بل ليتمكنوا من التحمل، فهم لم يعودوا يعلمون من أين تأتيهم الفواتير والرسوم مباشرة كانت أو غير مباشرة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.