الجرافة الأميركية

في خطاب الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، نصوص يجب التوقف عندها، وما يعنينا في عالمنا العربي والإسلامي هو سياسته الخارجية، ومما قاله في خطاب التنصيب: «سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة، ونوحد العالم المتحضر ضد إرهاب الإسلام المتطرّف، الذي سنزيله بشكل كامل من على وجه الأرض».
ويجب علينا معرفة ما هو الإسلام المتطرف، بحسب فهم الرئيس الأميركي الجديد، وحتى لا تختلط الأمور وتتداخل التعريفات.
فمع بشاعة ما حدث في 11 أيلول (سبتمبر)، إلا أن رد الفعل الأميركي ذلك الحين كان أفظع وأبشع، وتركز الرد بقوة في تدمير الدولة العراقية وتسليمها لإيران، ودخول المنطقة في دائرة الفوضى.
في ذلك الزمان كان الرئيس بوش الابن يقول كلاماً مشابهاً لما ورد في خطاب الرئيس ترامب، فهل تم القضاء على «إرهاب الإسلام المتطرف»؟ أم أنه جرى استنباته واستخدامه؟ صور الرئيس بوش الابن غزوه واحتلاله للعراق على أنه حرب ضد الإرهاب، وهي كانت بحق نموذجاً لإرهاب الدول العظمى ممثلة بأميركا وبريطانيا. وعملت إدارة أوباما على ترسيخ نتائج ذلك الغزو والاحتلال، ليكون العراق العربي، وبدعم أميركي صريح، ذخيرة مالية وبشرية لتمدد إيران.
إن من الواجب تقصي واستيضاح ماهية الإرهاب المرتبط بالإسلام والمقصود في فكر ترامب وفريقه من الصقور، لنكون على بينة أمام هذا «البلدوزر»، الذي أمسك بزمام أقوى دولة في العالم. قال ترامب: «إننا لا نسعى إلى فرض طريقة حياتنا على أحد، ولكننا بدلاً من ذلك نسعى إلى جعلها تشرق كمثال يحتذي به الآخرون، وسنبرز متألقين ليقتدي بنا الجميع».
هل يصدق ترامب في قوله هذا؟ سعت الولايات المتحدة بطرائق وأساليب عدة إلى فرض ثقافتها وأسلوب حياتها على العالم، وبخاصة على الدول العربية والإسلامية، والتدخلات في هذا أكثر من أن تحصى، لم تترك شأناً إلا واستغلته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
مرحلة ترامب اختبار جديد للساسة العرب بما سيأتي به من نتائج قد تكون وخيمة على الدول والشعوب، لنعترف بأنه تم الفشل في قراءة نوايا أوباما وإدارته حتى حققت أهدافها أمام الأنظار ببطء وإصرار، وكان لهذا ثمن باهظ دفعه ويدفعه العرب والمسلمون.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على الجرافة الأميركية

  1. محمد. كتب:

    فيه مثل يقول ما دون الحلق الا الإيدين
    فعلى الزعماء العرب ان يدافعوا بكل استماته لعل الله يدرأ عنا شرهم وشر غيرهم

التعليقات مغلقة.