الحمى القلاعية إشاعة أم حقيقة؟

في صحيفة «المدينة» قال تركي القرشي، وهو مالك لمؤسسة استيراد وتجارة المواشي، إن أحد التجار تحايل على قرار وزارة الزراعة حظر الاستيراد من الصومال، فقام بشراء حوالى 3000 رأس من العجول مصابة بالحمى القلاعية وتحميلها إلى دولة جيبوتي المجاورة للصومال، واستصدر شهادة منشأ لها من هناك للتضليل، ومكثت قرابة 3 أيام في جيبوتي ثم استوردها للمملكة عبر ميناء جازان، وأضاف القرشي: «أبلغت مدير محجر جازان، ووكيل الوزارة للثروة الحيوانية بتاريخ 3/‏5/‏1438هـ، عن قدوم إرسالية توجد بها حمى قلاعية، ولكن لم تتخذ أي إجراءات من جانبهم، بل تم فتح الإرسالية منتصف الليل وفسحها، وشكك القرشي في نتائج الفحوصات المخبرية للإرسالية، وطالب بتأكيدها في مختبر ميناء جدة الإسلامي، لافتاً إلى استعداده للمحاسبة في حال كانت دعواه كيدية». وكيل وزارة الزارعة د؟ حمد البطشان رد بقوله إن الشُحنة التي يدّعي التجار إصابتها بالقلاعية وصلت قبل 3 أيام تقريباً إلى ميناء جازان، وتم فحصها بالكامل وهي سليمة وخالية من جميع الأمراض. وحول إمكان تزوير شهادة المنشأ، قال البطشان: «الشهادات المرفقة مع الحيوانات تصدر من المنشأ نفسه، ولا نستطيع بالضبط معرفة المنشأ الحقيقي للحيوان طالما أننا نتعامل مع دول رسمية وتوجد بها محاجر مصرح لها من دولتها ومن وزارتنا»، انتهى الاقتباس، وعلى «تويتر» تنادى بعض مربي المواشي للتحذير من خطورة القضية في هاشتاغ بعنوان «القلاعية تدخل الوطن».
لاحقاً نشرت «المدينة» أمس أن مالك العجول رفض دخول موظفي فرع الزراعة بمكة للحوش، على رغم استعانتهم بالأجهزة الأمنية!
والقراء وأنا واحد منهم لا يعلمون مدى صحة هذه الاتهامات، لذلك طرحت سؤالاً عما هي جهة الفصل في حال مثل هذه، خلاف أو بلاغ من تاجر مواش مع وزارة تشرف على مختبرات هي منفذ حراسة للصحة العامة للإنسان والحيوان.
وفي ذاكرتي مثل كثيرين صور عالقة من تفشي وباء حمى الوادي المتصدع والتي لم يكشف عن المتسبب فيها منذ ذلك الحين، وفي الذاكرة «جائحة» أنفلونزا الطيور، والملابسات التي حدثت حينما تم الحظر، من إعدامات لعدد ضخم من الطيور وخسائر إلى محاولات تهريب بعض منها خارج حزام الحظر، ولا ننسى كارثة البعارين. إننا نعلم أن بيننا من لا يخاف الله فينا، يدفعه الجشع للحصول على المال الحرام بأية وسيلة والحيطة والتأكد واجبان، لذلك من الضروري أن تتدخل جهة ثالثة مستقلة للتحقيق بعزل الشحنة وإعادة فحصها ووضع الأمور في نصابها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.