مطاردة الأبقار والعجول

كلما طرأ ذكر الأبقار والعجول استعيد مقالة للزميل الأستاذ عبدالكريم العودة، الغائب عن الكتابة، مقالة في مجلة اليمامة عنوانها «المجد للعجول»، إذا لم تخني الذاكرة. لكن العجول «المرفهة» التي تحدث عنها الزميل العزيز في مقالته تختلف عن العجول المطاردة في الطريق البري بين مكة المكرمة وجازان. ومازلت انتظر اللحظة التي تتدخل فيها جهة محايدة للفصل بين ما قالته وزارة الزراعة وما قاله تجار مواشي عن شحنة الأبقار والعجول المشتبه بإصابتها بالحمى القلاعية. والقصة باختصار أنه استوردت شحنة 3 آلاف رأس أبقار وعجول من جيبوتي من طريق ميناء جازان، وكشف تاجر مواشي على صفحات جريدة المدينة أنها استوردت من الصومال ومكثت في جيبوتي لأيام معدودة لتحصل على شهادة منشأ منها وأنه أبلغ عنها الوزارة متحملاً مسؤولية إفادته، لكن الزراعة أكدت فحصها وأن نتائج الفحص جاءت سليمة.
التطورات اللاحقة تثير علامات الاستفهام والاستغراب وتدفع إلى شكوك، إذ رفض مالك الأبقار دخول فريق من «زراعة» منطقة مكة المكرمة إلى حوش أبقاره على رغم استعانته بقوات أمنية، ولم تنتهي القضية هنا، بل تداول المهتمون بتربية وتجارة المواشي مقاطع مصورة طازجة لعملية نقل أبقار قالوا إنها للشحنة نفسها. تم متابعة بث المقاطع في مراحل مختلفة من رحلة عودة شحنة الأبقار من مكة إلى جازان، وحرص ملاحقو الشحنة في الطريق البري على ذكر أرقام لوحات الشاحنات، ولو كان للأبقار أرقام لوحات أو «شاصيهات» لصوروها.
أتذكر عندما حدث خلاف بين جهات حكومية في الرياض حول استخدام المخابز لـ«البرومات» في الخبز، وخطورة ذلك على صحة الإنسان، أن أمير «الرياض» آنذاك، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أحال القضية إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كجهة محايدة ولديها قدرات علمية للفصل في الخلاف، وقامت المدينة بالمطلوب منها على الوجه الأكمل.
وأعتقد أن شحنة الأبقار المشتبه بها يفترض أن يطبق عليها الأجراء نفسه. فإذا كانت وصلت إلى منطقة جازان في رحلة العودة، والتي أطلق عليها في «توتير» هرب الأبقار، بحسب المقاطع المتداولة، ينتظر من إمارة جازان أن تتخذ الإجراء نفسه لوضع النقاط على الحروف.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.