الوجه الآخر للبعير

أثارت ضخامة مبالغ جوائز «الأدب الشعبي» في مهرجان مزاين الإبل الدهشة لدى جمهور وسائل التواصل، وقارنوها بجوائز الأدب والبحث العلمي. 5 ملايين ريال للفائز الأول في الشيلات والمحاورة والشعر النبطي، ومليونا ريال للثاني، والثالث سيحصل على مليون ريال!
في حين تبلغ جوائز المزاين 114 مليوناً و600 ألف ريال، وهي مبالغ كبيرة لم نتعودها في فاعلياتنا، لكن، أستدرك في أني لا أتذكر جوائز «أم رقيبة» للمقارنة، هل كانت أعلى أم أدنى، مع اختلاف الأوضاع الاقتصادية!
أما البحث العلمي الذي قارن البعض به، فواقع الأمر نقوله بصراحة إن كثيرين منهم يبحثون عن التمويل أكثر من بحثهم عن العلم، ويتمّ اقتطاع المنحة بين الباحث الرئيس والمساعدين، مثل «مفطح»، وقد يكون صاحب فكرة البحث الحقيقي في آخر القائمة، ويمكن القول عن بعض منه إنه… نزهة علمية.
لكن، كان على إدارة مهرجان الإبل أن توضح هدف ذلك، خصوصاً في ظل ظروف ترشيد الإنفاق و «الترشيد الاستهلاكي» وقصقصة علاوات رواتب مع رفع رسوم! التخمين الوحيد أن الهدف هو الجذب، استهدافاً لأن يكون «المهرجان العالمي الأول والرائد للإبل»، أما العائد على البلاد فعلمه عند الله تعالى.
باكراً ومع بدء المهرجان أبارك للفائزين المتوقعين في المزاين والأدب الشعبي، وأن يجعل الجوائز بركة عليهم، وأسأل إدارة المهرجان عن الذي سيمكث في الأرض بعد انتهاء الفاعليات!
يفتقد المهرجان الجانب العميق، وسبق أن كتبت اقتراحات حول هذا الشأن. كما أن مربي الإبل أوسع قاعدة وأكثر عدداً من المهتمين بالمزاين، وهمومهم كثيرة. أيضاً المجتمع العريض بكل مكوناته بحاجة إلى توعية مربي الإبل من تصرفات بعضهم، سواء في الرعي الجائر أم في إطلاقها على المزارع من دون استئذان أصحابها. أو – وهذا هو الأهم – المشاهد بكثرة في الطرق الطويلة، قطع الطريق بقطعان الإبل على سائقي السيارات من دون اهتمام بسلامة البشر، لذلك نحن بحاجة ماسة إلى قانون «ضبط حركة الإبل»، وأعتقد أن هيئة النقل مهيأة لتبنيه، فحتى القطار الذي لم يكمل شهراً من انطلاقته لم يسلم منها!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.