التعليم من «جب وهات» إلى «ريالي»

الهدف المعلن هو نشر «ثقافة الوعي المالي»، والخبر يقول إن وزارة التعليم اعتمدت برنامج «ريالي» للوعي المالي في المدارس والجامعات، بهدف نشر ثقافة الوعي المالي عبر تأهيل مليوني طالب وطالبة بدءاً من العام الحالي وحتى 2020، وذلك في مذكرة تفاهم وقعت مع مجموعة سدكو القابضة.
برنامج «ريالي» من مبادرات المسؤولية الاجتماعية للمجموعة التي تستثمر في مختلف المجالات من الفنادق إلى الصناديق الاستثمارية، وكذلك لديها امتياز «أبل بيز»، كما تملك 50 في المئة من صيدليات النهدي. «ريالي» أطلق عام 2012، ووزارة التعليم قالت إنها اتخذت الخطوة بعد تجريبه في إدارات تعليمية وجامعات، وإتاحة التعليم للمجموعة القابضة التواصل مع ملايين في المدارس والجامعات هو بحد ذاته نجاح كبير للمجموعة والأمل استفادتهم بمختلف مراحلهم ليترسخ الوعي المالي ويتحول إلى ضابط لسلوكهم، لكن السؤال الكبير هل الوزارة مؤهلة لذلك؟
لقد فرضت وزارة التعليم السلوك الاستهلاكي منذ عقود من خلال ترك الحبل على الغارب للمدارس الخاصة والعامة والمعلمين والمعلمات، هذا التفريط أدى إلى تفشي السلوك الاستهلاكي لدى الطلبة والطالبات، ويمكن أي ولي أمر معرفة ذلك من قائمة الطلبات التي تفرض على أبنائه وبناته تحت أي مسمى، فاعلية أو نشاط أو يوم يحتفل به، حتى في أيام الدارسة العادية فلدى المعلم أو المعلمة طلبات محددة لنوعيات منتقاة من الحاجيات التي ربما لا توجد إلا في متجر وحيد. ترتفع وتيرة هذا الدفع السلوكي في المدارس الخاصة عنها في المدارس العامة لكن الاتجاه واحد. لم تنشأ تجارة مراكز عمل الطالب وطباعة القمصان والمجسمات من فراغ، بل من ترهل إدارة تعليم و «تربية» سنوات طويلة، حتى أصبح الطالب وأخته عبئاً على أهليهم وزبائن لمراكز عمل الطالب والطباعة، في حين استخدمت المعلمة لجلب أصناف من الطلبات أحياناً من جيبها فقط لأجل «التميز» الفارغ.
هذه الثقافة غرسها إهمال إدارة الوزارة، بُحّت أقلامنا تحذيراً منها لكن الوزارة «طنشت»، وإلى اليوم فإن ثقافة الوزارة هي ثقافة «جب وهات»، فأصبح الاستهلاك هو السيد المطاع ولا قيمة للإنتاج والعمل والجهد، فإذا كانت وزارة التعليم جادة في نشر ثقافة الوعي المالي للطلبة الطالبات فعليها أن تبدأ بنفسها وكبار مسؤوليها وبمن هم تحت إشرافها، الريال هنا وهناك هو الريال نفسه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.