جالية نموذجية

تقوم الجالية الفيليبينية في المنطقة الشرقية من السعودية بمبادرات شعبية مميزة، فمن تنظيف شواطئ إلى زرع زهور. وهي أول مرة وفق ما أعلم تتطوع مجموعات منظمة من جالية أجنبية أو عربية في السعودية لأعمال تطوعية من هذا النوع. وصورة العامل الفيليبيني في السعودية ليست في حاجة إلى تحسين، بل إنه في واقع الأمر يقف في المرتبة الأولى من حيث إتقان العمل بين جنسيات العمالة، سواء في العمل الصحي أو غيره من الأعمال الفنية التقنية، ولو لم ينخر الفساد في دولة الفيليبين لربما رأيناها تتفوق على النمور الآسيوية اقتصادياً. كما لا تشكل العمالة الفيليبينية رقماً ضخماً من بين العمالة الأجنبية المشتغلة في السعودية والتي تقدر بجميع جنسياتها بـ 11 مليوناً، لكن أثرها لافت لنوعية الأعمال التي تمارسها وتكاد تتخصص فيها، وربما هذا يلفت الانتباه الى نوعية التدريب الذي حصلت عليه وهو ما يحضّ على معرفة أسباب هذا التميز في الإتقان مقارنة بغيرها لاستنساخها إذا كان أحد يفكر في تطوير التدريب محلياً.
الجالية الفيليبينية في المنطقة الشرقية تحتاج الى الشكر والتقدير على مبادراتها التطوعية، لأنها فريدة من نوعها ولإمكان حضّ جاليات أخرى ليس في أعمال مماثلة بل على الانضباط في أعمالها وممارستها اليومية في البلاد. والشكر للجالية الفيليبينية يجب أن يكون نوعياً معنوياً، لنفكر بأسلوب لطيف عميق يعبّر عن امتناننا لهم والفكرة ليست دعوة لتبرعات أو ما شابه ذلك، بل لمبادرة تضع لبنة لبناء أسس جديدة إيجابية تشجع على إطار جديد مفيد لممارسات ومشاركات الجاليات الأجنبية في السعودية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.