واحد راكب … مسحّب!

مشهد مرعب وموقف مروّع وقع فيه طبيب من أصل آسيوي في طائرة لخطوط أميركية في رحلة داخلية، إذ وقع عليه الاختيار ليتم إنزاله بالقوة من الرحلة التي اشترى تذكرتها، والسبب أن الخطوط الأميركية باعت تذاكر أكثر من المقاعد.
تم سحب الراكب بالقوة من قبل ثلاثة غلاظ من رجال «السحب»، ليسحل في ممر الطائرة أمام الركاب حتى نزف الدماء وأنزل من الطائرة ثم بعد فترة يعاد إليها بعد تطوع راكب آخر للنزول بدلاً عنه، بعد سحله وإهانته بدا الراكب مذهولاً كسيراً، ولا يعرف حتى الآن سبب اختيار هذا الراكب بالذات وهل لعرقه الآسيوي علاقة بانتقاء إنزاله بالقوة، والأخبار قالت إن زوجته كانت تجلس في مقعد خلفه بالطائرة وهو طبيب ذاهب لموعد إجراء عملية جراحية.
ومن العجب أن هذا المشهد «الإنساني» برره البعض بأن شركات الطيران الأميركية تعرض تعويضاً على الركاب عند زيادة عددهم عن عدد المقاعد، ومثل هذا التعويض من المفترض أنه اختياري، والورطة التي غطست فيها الشركة أن أربعة من ملاحيها لا بد من سفرهم على متن الرحلة لقيادة رحلة أخرى، فكان قرار السحب والسحل. والشركة خسرت تلك الرحلة كما حققت خسارة نوعية إعلامية، ومن العجيب أن دولة حقوق الإنسان تسمح لشركات طيران بنظام غير ملتزم وملزم مثل هذا، فبيع التذكرة يعني التزام مقعد. والشركة اعتذرت عن ازعاج المسافرين… فقط.
وسوف نراقب ردود الفعل على هذه القضية لدى الإعلام الأميركي وموقفه منها، ففي العادة يحرص هذا الإعلام على تبني قضايا في دول أخرى تمس حقوق الإنسان والتعامل الفظ معها ليجعل منها قضية رأي عام دولية، ولو كان رجال الأمن ملتحين وفي بلد إسلامي لكان هذا الإعلام ومعه الإعلام الغربي سباقاً للتباكي على الصورة «المتوحشة»!
ولو كنت من شركة «أوبر» لاستخدمت هذا المقطع في وسائل الإعلام كإعلان يقول «حتى لا تتعرض لمثل هذا الموقف استخدم خدماتنا»، ولأن أوبر ثرية وعندها بلايين، أحتفظ بحقوق الفكرة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.