راعي المناسبة ممكن «يوتيرن»

عزيزي المسؤول إذا رعيت أو افتتحت مشروعاً ما، صغيراً أو كبيراً، أطلب منك أن تعود إليه بعد أسبوع أو أسبوعين، ربما تكتشف أموراً ستدهشك، لكن، حتى تصل إلى ذروة الدهشة يشترط ألاّ يعلم أحد بقدر الإمكان عن عزمك على العودة لزيارة مقر المشروع، حتى القريبين منك. اصنع لهم مفاجأة تكون حديث الأجيال.
بداية الدهشة ستكون من الطرقات التي مررت بها قبل أيام وكانت منوّرة بحضورك، من النظافة إلى الأزهار والشتلات الجميلة مع عشب تفوح منه رائحة الندى في شهر تسطو فيه أشعة الشمس على بلادك. لكن في زيارتك الخفية الجديدة المقترحة هذه، سترى أن الزهور اختفت وكأن قطيعاً من الأرانب أو الجرذان هجم عليها في ليلة ظلماء فلم يبقَ منها سوى الحطام. والعشب الندي فربما يحالفك الحظ لترى العمال يطوون بساطه، وإذا لم يطوَ البساط الأخضر ستجد لونه انقلب إلى أشهب، ولا تسألني عن النظافة.
الطريق الذي تغيرت أشباهه عليك «كوم» وما ستراه لاحقاً «كوم» بل «أكوام» أخرى.
وبعيداً من الزينات التي تبخرت. المشروع الذي افتتحته قبل أيام ستجد عمالاً يشتغلون فيه، إما بهدم أو ترقيع، والشاحنات مع الرافعات تطوق الموقع. تكشف الصورة أمامك بوضوح أنه لم يكتمل، بل إن هناك أساسيات في المشروع ما زالت في طور التشييد والبناء غير المستعجل، وما سمعت قبل أيام أنه جاهز لاستقبال الزوار أو المخدومين والمستفيدين هو من كلام الليل الذي يمحوه النهار.
ولو «تلطمت» وتقدمت خطوات للداخل سترى أكثر وربما تُصدم، ويمكنك لمزيد من التقصي أن تسأل عاملاً أو موظفاً من الموجودين «ماذا تفعلون؟»، ربما يقول لك إنهم يركّبون نظام الوقاية من الحريق أو عنصراً أساسياً مثله في المشروع، ولو أعدت السؤال «ألم يكن هناك نظام مثله يوم الافتتاح»؟ لضحك العامل أو الموظف وصمت، حذراً من فقدان وظيفته وأكل عيشه!
طبعاً، عزيزي المسؤول، التعميم هنا لا يصح ولا يجوز، لكن، كلما كان المشروع ضخماً والتسويق له والاحتفال به أكثر ضخامةً، فإن الاحتمال أن يكون من تلك العينة يصبح أكبر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.