زخرف الأرض

كتاب ثمين بعنوان «زخرف الأرض… من نبات نجد»، صدر أخيراً للأستاذ خالد بن عبدالرحمن أبابطين، والكتاب في أكثر من 840 صفحة بالألوان لصور وأسماء ومعلومات عن النباتات في نجد، وهو خلاصة خبرة وعمل ميداني لجمع المعلومات، والمؤلف حرص في العنوان على إيراد عبارة «… من نباتات نجد» تحرياً للدقة، فهو لم يدعِ إحصاء لها، بل سطر مقدمة طويلة أوضح فيها طريقة عمله واعتذر عن أي تقصير قد يراه القارئ.
ومن تَمَيُّز الكتاب أنه يوثق الخبرة الشعبية في نباتات نجد بأسمائها المعروفة وبعض المندثرة وأشكالها بصور ملونة متنوعة، ونحن للأسف لا نهتم بتوثيق الخبرة الشعبية مع أنها مكملة ورافد للخبرة العلمية التي تدرس في الفصول، بل إن البعض من جهلهم ينظرون إليها نظرة قاصرة. ودفعت التجربة الشعبية وتراكم خبراتها في صنوف علوم وفنون عدة ثمناً باهظاً بسبب هذه النظرة القاصرة ليختفي أو يضمحل الكثير منها. والمؤلف باحث شغف بالنبات يسافر للسؤال عن اسم نبات والتأكد من مسميات أخرى له، سائلاً الحاضرة والبادية تحرياً لمزيد من المعلومات، وأول ما عرفت أ. خالد أبا بطين من «تويتر»، إذ لاحظت حساباً نادراً (Khalidababatain@) ينشر معلومات وصوراً عن النباتات، وكان واضحاً الخبرة والبساطة في عرض المعلومات، وأيضاً التفاعل مع أسئلة المهتمين في هذا الشأن. ومثل هذا نادر، فهي ليست تجارة ولا عائد مجزياً يرجى منها على أهميتها، لكنه الشغف الإيجابي.
وبالنسبة لنا سكان المدن فنحن في الغالب لا نفرق كثيراً بين النباتات البرية، ولا نتعرف إليها أو نحاول ذلك إلا أياماً في فصل الربيع القصير، لذا كانت متابعة الحساب إضافة لي، والكتاب الذي توزعه مكتبة جرير لا غنى عنه لجهات رسمية مثل الزراعة والبيئة والحماية الفطرية إضافة إلى البلديات، وتعليمية مثل الجامعات، وأيضاً للمهمتين بالبيئة النباتية المحلية المنهكة، خصوصاً مع تزايد الوعي الاجتماعي بالأخطار التي تتعرض لها لأسباب من بينها الرعي الجائر والاحتطاب والتلوث، بل التلويث المتعمد إما جهلاً أو تبلداً في الإحساس الذي يمارسه «بعض» البشر حينما يخرجون للنزهة، وهذا كوم وعدم اهتمام رسمي لائق كوم آخر. الذين يهتمون بالبيئة حقيقة الاهتمام هم الأقرب للأرض الأم والنماء ويتعاملون معها بحساسية مرهفة، للشجر والعشب والشجيرات قيمة عندهم يصعب على غيرهم رؤيتها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.