في مسألة الهمبرغر

المذيع الذي أخطأ في نطق اسم مدينة في ألمانيا وعاصمتها على القناة السعودية لا أعلم هل أقيل أم لا، ولم أستطع الاعتماد على كلام «تويتر» فهو لا يختلف عن وسائل التواصل في لزوم التدقيق في ما ينهمر منه، إلا حين غرد وزير الإعلام نافياً اتخاذ إجراء ضد المذيع، أنما أنا مدين للمذيع بأنني ضحكت ونحن أو الكثير منا يفتقد الابتسامة ويبحث عنها، لذلك ترى أناس يتبادلون مقاطع واتساب وعليها ختم الضحكة.
موقف الوزير جيد، إذ قال إنه استاء من الحملة ضد المذيع ويتضامن معه، مشيداً بجهود العاملين في التلفزيون، وأقترح عليه إلحاق المذيع بدورة تدريبية وإبعاده قليلاً عن الأخبار خلال هذه الفترة.
من زاوية ثانية، ربما يكشف بروز الهمبرغر على البال والهواء مباشرة حال «المطعم» داخل استديوات التلفزيون إذا كان هناك مطعم أو كافتيريا، والذي سبق وزار المبنى يعلم الأوضاع، التي – تحرياً للستر – لا أريد الغوص فيها.
الزاوية الأهم التي في نظري التي عبقت مع رائحة الهمبرغر هي حال الإعلام السعودي ممثلاً بالتلفزيون بقنواته وفي أخطر مرحلة تمر بها المملكة، وهي مرحلة حساسة تتطلب رفع مستوى الجودة والرقي بمختلف نواحيها للإبقاء على من مازال وفياً للمتابعة ومحاولة جذب الآخرين، وحظ الإعلام السعودي عجيب، فهو عاش فترة طويلة من الجمود، فيما تطورت القنوات الفضائية من حولنا، وقتها كان يقال إن المشكلة مالية والبند الذي لا ينهمر إلا في رمضان، وبعد سنوات توفرت السيولة المالية لوزارة الإعلام، وتغير مسميات، وسمعنا عن كثافة تعاقدات استشارية مع شركات للتدريب والتطوير والتحسين إلى آخر ما في القاموس، ولم ينتج شيء مفيد من هذا يراه أي متابع ومهتم بأحوال الإعلام.
كان توافر الفائض المالي فرصة ذهبية لو كان هناك رغبة وإرادة في التطوير الفعلي، وبخاصة أنه في تلك الفترة الزمنية كان واضحاً تأخر الإعلام السعودي عن غيره في المنطقة، التحدي كبير أمام الوزير الجديد للإعلام الدكتور عواد العواد، واقترح عليه أن يعيد تفتيش وفتح ملفات العقود خلال مسيرة «التطوير» والاستشارات تلك، ليرى ما يمكن الاستفادة منه.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.