200 ألف وظيفة.. بس!

يتذكر القراء أن الرقم «ستون»، شغل ألباب كثير من مسؤولين وغيرهم في وسائل الإعلام لاستخدامه في تصريحات وأطروحات مختلفة، فوزير المالية نقل عنه أن 60 في المئة من الشعب السعودي أغنياء، وعضو الشورى خليل الخليل قال إن 60 في المئة من الشباب جاهزون للانضمام إلى للتنظيمات الإرهابية، والصحة قالت إن 60 في المئة من السعوديين مصابون بالسمنة، وغيرها مما يضيق المجال عن سرده، لكن يبدو لي أن موضة الـ60 في المئة تلقى مزاحمة الآن من الرقم 200 ألف، حيث إذ نشرت صحيفة المدينة أن مدينة الطاقة الصناعية «المزمع إنشاؤها» ستوفر 200 ألف وظيفة، والرقم من «خبراء» التقتهم الصحيفة ، وببحث بسيط وجدت أن هذا الرقم سبق الاستعانة به أيضاً، في اتفاق وزارة العمل مع النقل، إذ سيوفر الاتفاق 200 ألف وظيفة، وفي الواقع أن الرقم ليس محتكراً سعودياً، ففي الكويت أعلن تطوير جزر لتصبح هونغ كونغ الجديدة، وستوفر 200 ألف وظيفة، ولو بحثت قليلاً ستجد أنه رقم سحري هو الآخر.
تاريخنا «التنموي» حافل بالأرقام المضخمة، ومفردة «العالمية» عند التصريح، ووضع حجر الأساس، لكن لا يتحقق منها النزر اليسير على أرض الواقع، ولا أريد أن أذكر المدن الاقتصادية وما أحدثه فشلها من شرخ للثقة في ذهنية المواطن. أطرف ما في خبر مدينة الطاقة الصناعية، الذي نشر، جاء في آخره كالآتي «يذكر أن عدد المصانع بالمملكة يصل إلى 7746 مصنعاً، معظمها متخصص في الصناعات البدائية»، وهكذا أصبحت المصانع التي تُغني بها ردحاً من الزمن «بدائية» في معظمها!
وللحفاظ على ما تبقى من الثقة يجب الزهد وحتى «البخل» في استخدام الأرقام وعدم التصريح إلا بما يتحقق فعلاً، لأن لمعان الخبر يتلاشى سريعاً ويبقى أثره السلبي، مثل جرح غائر، ممهوراً بتوقيع من صرح به.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على 200 ألف وظيفة.. بس!

  1. محمد. كتب:

    اردت اضافة اجابة على سؤال أين يذهب الكثير من الأشخاص الذين سيتم الاستغناء عنهم بعد الاستخدام الواسع للرجل الآلي (الربوت) أجاب أحد المختصين بأنهم سيعملون في مجالاات تصنيع الروبوتات حيث كان في الخمسينات العمال في الدول الصناعية أرجع الى الرقم 60% منهم يعملون مباشرة في الفلاحة واليوم فقط 2.5% فقط يعملون في الزراعة لأن المكننة حلت محلهم والانتاج تضاعف مئات المرات بسبب المكننة ولكن من فقد وظيفته المباشرة ذهب الى وظيفة غير مباشرة في التسويق وتصنيع المواد الغذائية وتصنيع المعدات الزراعية وطبعا شاركوا في شراء وأكل المنتجات الزراعية ليعملوا في (200 الف وظيفة) في مجالات اقتصادية جديدة.
    هل يحدث لدينا هذا الحلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. ناصر كتب:

    عزيزى الاستاد عبدالعزيز
    انا ولدى خريج جامعه القصيم
    اداره واقتصاد محاسبه
    والى الان عاطل عن العمل
    كل ما نروح الى الشركات وطبعا مدير التوظيف يا مصرى ياردنى يقول لنا هل معاه للغه هل معاة خبره اقل شى 10 سنوات
    منين خبره منين للغه واجنبى يتحكم فى ابنانا والسبب وزاره العمل المفلسه
    وين يروحون ابنا الوطن حتى رايت الياس فى وجه ابنى فى بلدى الااقدر اتوظف وين اروح

التعليقات مغلقة.