العقرب والضفدع في مجلس الأمن

اختارت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هايلي قصة العقرب والضفدع في كلمتها خلال جلسة لمجلس الأمن حول التزام إيران الاتفاق النووي من عدمه، لتروي المندوبة القصة الشهيرة التي يطلب فيها عقرب من ضفدع أن يحمله لعبور بحيرة أو بركة ماء فيتساءل الضفدع كيف له أن يعرف أنه لن يلدغه، ثم يعده العقرب بعدم لدغه لأنه لو فعل وهو راكب على ظهره لغرقا معاً، لكنه عند الإبحار يعود العقرب السام إلى طبعه فيلدغ الضفدع فيتساءل الأخير وهو يلفظ أنفاسه عن السبب ليرد العقرب بأنه طبعه أو مجبول عليه. والمندوبة تشير إلى عدم التزام إيران الاتفاق النووي وخرقها له، من تجاربها الصاروخية إلى زعزعة الاستقرار في عدد من الدول العربية.
وشخصية الضفدع في القصة وفق استخدامها من المندوبة الأميركية قد تشير إلى السداسية الدولية التي اتفقت مع طهران أو تشير إلى الولايات المتحدة وحدها. واقعياً وفي كلا الحالين، فإن الضفدع سواء لبس ثوب الأميركي أو الدول الست لم يمت غرقاً في البحيرة كما بقي العقرب متعافياً أكثر من السابق وزادت كمية مخزون السم وشراسته. الواقع يقول أن الذي تم تسميمه هو البحيرة بكل الكائنات التي تعيش فيها، وأصبح العقرب والضفدع يقتاتان على هذه الكائنات في تشاركية عجيبة غير معلنة. والعجيب في الضفدع هنا أن لديه قدرة على التحول، فقد كان في زمن سابق ثوراً هائجاً استخدمه العقرب لاقتلاع أعدائه. ولم يكن الثور أعمى ولم يكن أصمَّ فقد تم تحذيره من دون فائدة، لكن يبدو أن هذا الكائن المتحول ما بين ثور هائج وضفدع وقع في عشق العقرب وذاب في حبه وأصبح رهن إشارته ولا يريد التصريح بذلك وينفيه بصوت عال، لكنه في الحقيقة المرة يستخدم سم العقرب ويزيد من تغذيته، حتى تحولت البحيرة إلى بحيرة من السم والدم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.