هل توقف الخطر الفارسي؟

المشهد في العراق وسورية ان إيران تستمر في تحقيق أهدافها بأقل الخسائر الممكنة، حيث حشدت الميليشيات الطائفية من كل بقعة واستغلت أوضاع اللاجئين الأفغان ليتم تجنيدهم بأرخص الأثمان. في العراق استطاعت ان تحول رجال عصابات الميليشيات الذين تمت تربيتهم عقائدياً في إيران الى رجال سياسة يمثلون دولة منخورة اسمها العراق، ولا يمكن مثل هؤلاء إلا ان يمثلوا الضرع الذي فطموا على حليبه، وهم أكثر خطورة من غيرهم، مع قدرتهم -بحكم «المنصب السياسي»- على الاجتماع بمسؤولي دول الخليج والتحدث باسم العراق. في لبنان استطاعت إيران أيضا نخر الدولة لتصبح شبح دولة تدار من حزب الملالي اللبناني، وها هي من خلاله تقوم بخطط منظمة للتضييق على اللاجئين السوريين في لبنان بعد قتلهم واقتلاعهم من بلادهم. في اليمن كادت إيران تحقق النجاح الكامل، وهي في واقع الأمر حققت نجاحاً إذا ما تم اعتبار «الحوثي» مكوناً سياساً يمنياً، فالنفس الطويل سيفعل فعله، كما حدث في لبنان والعراق.
قوة إيران تكمن في انها دولة واحدة تدير قرار التمدد الفارسي بعباءة الطائفية وهي أسست على مدى عقود تابعين من منظمات مسلحة وإعلامية واستثمرت كل أنواع العلاقات، من السياسية الى التجارية والدينية لخدمة هدفها الاستراتيجي العقائدي، فهي تنخر في الدولة المستهدفة من خلال الثغرة المغرية.
في المقابل كثرةٌ من دول سنية وشعوب لكن مع التشظي وعدم الاتفاق على من هو العدو وكيف السبيل إلى مواجهته، ولا ننسى المصالح «التجارية»، فلها دور خطير.
لكن لم يكن لإيران أن تحقق أهدافها إلا بتواطؤ دولي، خصوصاً من واشنطن، بلغ ذروته الميدانية باحتلال الدولة العراقية وتحطيمها وتسليمها إلى «الأكثرية» التي «صادف» انها تابعة لإيران! ثم استمر النهج الأميركي في عهد أوباما في تحويل العراق دمية مفرغة تحركها اصابع طهران.
لكن لماذا تفعل أميركا كل هذا لمصلحة إيران مع العداء الإعلامي المعلن؟ وهل السبب فقط صناعة أزمات وصراعات لبيع أسلحة وتدخل وابتزاز؟ بالطبع لا، هناك «عقيدة» سياسية وراء ذلك تحتاج الى بناء استراتيجية للتصدي لها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.