هل كان الاستقطاب مفاجئاً؟

هل كان نجاح الاستقطاب من دول وجماعات بكل ألوانه وأساليب جذبه خافياً وسرياً؟ الجواب بكل أمانة بالنفي، إذ كان الاستقطاب معلناً وحاضراً منذ سنوات يراه أي متابع بسيط رأي العين ويمكن المختص أن يكتشف طرقه واغواره منذ بداياته.
استهدف الاستقطاب نقاط الضعف في المجتمع وتياراته الحاضرة على السطح، وأعطى الوضع الاقتصادي أولوية. وكلما كثرت نقاط الضعف هذه تحقق للاستقطاب مستوى نجاح أكبر، ويمكننا الآن بعد كشف الأمور رسمياً عن الخطط والأهداف أن نقدر حجم الضرر وتكلفة إصلاحه، إلا أنه ليكون العلاج ناجعاً مفيداً لا يصح أن يُكتفى بكشف مصادر الاستقطاب وأهدافه وإلقاء اللوم على محركاته التي لا تريد خيراً بالبلاد، بل لا بد من فحص دقيق لأسباب نجاحه. وهذا يقود بالضرورة إلى أسئلة عدة، أين كانت الأجهزة الحكــــومية عنه، في سد المنافذ والثغرات التي تمكن من التغلغل منها لينجح؟
هذه المسؤولية لا أرى لها ذكراً أو طرحاً ونقاشاً لا في وسائل إعلامنا ولا وسائل التواصل، وهي أهم لأن الأسباب أو الثغرات إذا كانت لا تزال موجودة أو تتوسع، وهو المتوقع، فإن احتمالات الاستقطاب من أي دولة أو جماعة قائمة وربما أكثر خطورة بتغير التكتيكات مع ثبات الأهداف الاستراتيجية.
من أهم ثغرات الاستقطاب الفــشل الإداري المزمن في إدارة برامج التنمية الحكومية التي في المفترض أن تسبق الحاجات والمتطلبات «المتوقعة»، لا أن تتأخر عنها لمسافات مهولة لتتحول إلى معابر وجسور استقطاب!
ومن أسباب نجاح الاستقطاب عدم مكافحة الفساد في الإدارة الحكومية وفي إدارة القطاع الخاص بالشكل المطلوب، فالحديث عن مكافحة الفساد أعلى صوتاً وأكبر احتلالاً لصورة المشهد من منجزاته التي لم يلمس نتائجها المواطن البسيط، من هنا يمكن البدء بخطوة أولى لإجهاض وإفشال محاولات الاستقطاب سواء من دول صغيرة أو كبيرة أو جماعات ومنظمات بأي لون تلونت.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.