عالم «السيور»

منذ زمن ومع البيروقراطية الحكومية والفساد المعشعش ظهر مثل شعبي يقول «ادهن السير يسير»، كانت وصفة شعبية لتحريك الراكد و«تسليك» الأمور.
فلا بد من لزوجة تسمح للسير بأن يسير والدهن هنا في المثل الشعبي أنواع، أهمها التسليك بالمال، زيت الحياة الصالح لمسافات طويلة، أو بالواسطة أيهما أكثر لزوجة وتسهيل انسيابية حركة، السير وحده لا يسير فهو يحتاج لماكينة ودينمو يديرانه، والكل يحتاج إلى دهن مع أن الدهون متهمة بالإضرار بصحة البشر يحذر منها الأطباء والمختصون بالتغذية، لكنها ويا للعجب تحقق النفع في تحريك المتلكئ و«المجيم» والمتعطل لمصلحة البشر!
أكثر السيور التي تحرك وتنقل أموراً تخص البشر هي سيور مختفية أو موجودة وغير مرئية، لذا لا يعرف ما الذي أو من الذي… أوقفها أو عطلها أو جعلها أكثر بطئا وربما عكس حركتها، أما السيور الظاهرة فترمي مشكلة تعطلها على الآلة في الغالب وأحياناً على عامل أو موظف صغير هو في واقع الأمر نهاية طرفية للإدارة ويعبر عنها.
ومع «التجييم» الذي يصيب السيور ويعطلها عن الحركة لتتعطل مصالح البشر، ظهرت شريحة من الوسطاء مهمتهم وقدراتهم تنحصر في ترشيح نوع الدهن المطلوب وتوصيله التوصيل السريع للجزء المناسب بحسب حاجة كل سير والمادة المصنوعة منه، فلكل سير دهن خاص هو أنسب من غيره له، لأن بعض الدهن لو وضع باليد الخطأ قد يسبب مشكلة أكبر من تعطل السير، الوسطاء هنا لا يمتنعون بل مطلوبون وبمواصفات محددة وإلا عندها تفوح رائحة الدهن ويصبح قذراً مستقبحاً الكل ينفر منه ويدين من يتعامل به.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.