«شريفه ستان»

عبر وزير الشؤون الخارجية القطري أدق تعبير عن السياسة الخارجية القطرية تجاه دول الخليج العربية ومحيطها العربي الواسع، حين حرص على وصف جمهورية الملالي في إيران بالدولة الشريفة وسط حضور عربي يناقش قضايا عربية، إيران من أهم أسباب أزماتها!
هذه سياسة قطر الصلبة منذ تأسست على يد وزير خارجيتها الأسبق حمد بن جبر برعاية أميرها السابق، فالأصل فيها هو مناكفة السعودية. وقصر النظر القطري كشف للقاصي والداني كيف تنظر قطر إلى إيران الملالي على رغم كل ما فعلته الأخيرة من جرائم في العراق وسورية واليمن والبحرين والكويت وقبل هذا في مكة المكرمة وغيرها.
وليس من المفيد الانجرار، بخاصة للديبلوماسية السعودية أو الخليجية، إلى الرد على هذه المناكفات القطرية فهي تسعى إلى تغطية الأسباب الجوهرية للإجراءات المتخذة من الدول الأربع تجاه الدوحة، وإهمالها هنا أَولى.
حقيقة العلاقة مع إيران جزء من الأسباب وليس كلها، إنما وصف «الشريفة» من وزير ديبلوماسي، يخبر عن الدور القطري في العراق بدعمه للميليشيات الطائفية الخاضعة لإيران الشريفة، وفي سورية بتبني ودعم تنظيم «القاعدة» الإرهابي ومحاولة تجميله بتغيير مسماه إلى «جبهة النصرة» ثم إلى «جبهة فتح الشام» بتلك المسرحية المضحكة المبثوثة في لقاء ترويجي مفضوح على قناة «الجزيرة» مع الجولاني.
الخدمات «الجليلة» لهذه الجبهة تمت على جثث السوريين وعلى الأرض المروية بالدماء وعبرت عن تلاقي أهداف سياسة قطر مع أهداف إيران خامنئي، كما وفرت الفرصة لـ «حزب الله» في لبنان أن يستغل الحرب على الإرهاب (القاعدة، النصرة) كغطاء لإرهاب لا يختلف عنه وحشية سوى أن الدولة «الشريفة» التي تدعم هذا الإرهاب مسكوت عنها دولياً.
إن كلمة وزير الشؤون الخارجية القطري «الشريفة» إعلان تعرٍ تام لسياسة قطر وإخبار دقيق عن جوهر هذه السياسة وصلب توجهاتها وعدم مسؤوليتها، إذ بينت بوضوح ماهية فكر من اختطفها ولا يزال يديرها مستتراً في الكواليس، وهي أيضاً في جانب آخر كشفت مرة أخرى أن المقاطعة الاقتصادية والسياسية مع من يدير هذه السياسة هي الإجراء السليم لدفع الأذى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.