التعليم وشراهة الاستهلاك

ألوان التشجيع على الاستهلاك غير المحمود والكمالي تعددت وأصبحت منافذ الترغيب والتسويق أكثر من أن تحصى، وهي مثل وحوش ملونة تطبق على الأسرة من كل حدب، كما أن سهولة الشراء عن طريق مواقع البيع والتوصيل وسهولة الوصول اليها من خلال الأجهزة زادت حمّى الاستهلاك. هذا الواقع يؤثر على الأطفال والنشء أكثر من غيرهم، حتى أصبح كل بيت يشكو من كثرة طلبات لا حاجة لها سوى أن هناك إعلاناً يرغّب بها بتخفيض أو سلعة جديدة.
وزارة التربية والتعليم يمكث الطلبة والطالبات في فصولها ساعات طويلة كل يوم دراســي زادت ساعة هذا العام كما أعلن، من هنا عليها واجب استثمار هذا الوقت الطويل بزرع مفاهيم إيجابية وتربية صلبة للنـــشء تضع الاستهلاك في حدوده المعقولة، وتعطي قيمة للحد منه وأنه ليس دليلاً على السعادة أو المتعة، لتحد من الانجرار وراء هذا الشره الاستهلاكي والتقليد والمحاكاة الذي أصاب المجتمع منذ زمن غير قصير.
جرعات من التوعية المناسبة وابتعاد إدارات المدارس العامة والأهلية «الخاصة» من استغلال وجود هذه المجاميع من «المستهلكين»، من ضرورات التربية السليمة إذا اردنا بناء مجتمع ينتج أكثر مما يستهلك ويصرف أقل مما يجني، ويقدر قيمة المال والسلع ليصرف في ما يفيد حقاً
إن سهولة الانزلاق في المدارس إلى الترغيب في الاستهلاك والتفنن فيه للطلبة والطالبات سواء في أدوات مدرسية أو غيرها واضحة المعالم، ولا بد أن تقوم وزارة التعليم بوضع خطط للتوعية الصارمة، لتكون البداية في إدارات المدارس والمعلمين والمعلمات، فهم القدوة وهم من ينظر إليهم الطالب والطالبة كقدوات وينصت إليهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.