الصدمة

قل ما شئت عن هذه الجريمة، شنيعة، نكراء، بشعة لا يتصورها عقل! لكن كل الكلمات لا يمكن أن تصف هول ما اقترفت يدا المجرم وصدمة المجتمع، وأقصد جريمة دهس الأم (رحمها الله وعظم أجر ذويها) عمداً من ابن لها على طريق رماح!
مؤكد أن الشرطة تقوم بإجراءاتها لمباشرة هذه الجريمة في حدود صلاحياتها، لكن من الذي سيفكر عنا في أسباب هذه الجريمة وهل هي ليست مؤشراً إلى ملفات لم يهتم بها حقيقة الاهتمام الفاعل المؤثر.
وليس من المعروف حتى هذه اللحظة هل كانت المخدرات سبباً لاقتراف هذه الجريمة أم هو اختلال نفسي عبث بعقل الجاني، إلا أننا نعلم أن الصحة النفسية في المجتمع والاهتمام بها ليسا في الشكل المأمول، وهي ظلت فترة طويلة بعيدة من احتلالها قائمة الأولويات، ومع تراجع الخدمات الصحية تراجعت هي بدرجة أكبر.
إن كثيراً من الأسر التي ابتليت بمريض نفسي أو مدمن مخدرات تعاني في التعامل معه ولا تجد العون المطلوب من الجهات المعنية.
وفي حين لا يحصل مثل هؤلاء على العناية اللازمة والتعامل المناسب الذي يقي أسرهم ومجتمعهم الأخطار المتوقعة، يسمح لهم أو لا يوجد قانون يمنعهم من قيادة مركبة أو التجول في الطرق، وربما هذا يفسر بعض الجنون الذي نراه في شوارعنا، والعنف الذي نلمسه في مشاهد مصورة.
أليس هذا الملف من الأهمية لأن يكون أولوية مطلقة؟ لا يأتي الأمل من تسمية مستشفى باسمه، بل لا بد بأن يكون الأمل حاضراً بعيداً من أعذار عدم توافر ونقص إمكانيات والصرف في مناحٍ أخرى على أشده!
أعود إلى سؤالي هل هناك من سيفكر عنا ولنا لحل جذور هذا «الألم»؟ فجريمة دهس الأم ليست إلا نتيجة لما هو أعمق وأكثر تشعباً، والجهات المعنية من وزارة صحة وشؤون اجتماعية وغيرها مسؤولة، فكيف نهتم بتعنيف فرد في أسرة ولا نهتم بتهديد لحظي لكل الأسرة؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.