وزير في العاصفة

يواجه وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد العيسى عاصفة قوية من النقد والاعتراضات يشوبها «التشويه» المتعمد في «تويتر» مع وسائل تواصل أخرى، بعض هذه الانتقادات لها أسباب وجيهة تستحق النقاش بهدوء ورقي في الطرح، سعياً للوصول إلى المصلحة العامة للطالب والمعلم والتعليم، وبعض آخر يبرز فيه الكيد والتشويه، مثل تحميله نشر صورة دس عليها صورة أخرى لا علاقة لها ولا له بها بشكل مباشر وسط جهاز ضخم من الإدارات والموظفين، استخدام الأخيرة لحشد الأصوات ضد الوزير من الفجور في الخصومة، أياً كان رأيك في أسلوب عمل الوزير وقراراته.
إنها توضح للأسف أن النقد في وسائل التواصل ليس بالضرورة له هدف بناء، وتكشف إمكان استخدام أي أسلحة «غير شرعية» ضد المستهدف، وهذا ليس من الأمانة في شيء، بل إنه يضر في أساس نقاش قضية التعليم ورأي قطاعه أو كثير من موظفيه في أسلوب عمل الوزير.
ينظر البعض إلى أن الوزير لم يسبق له أن خاض التدريس في التعليم العام، ولذلك فلا خبرة لديه في أوضاعه، والزيارات الميدانية في العادة تكون مرتبة ولا تكشف حقيقة الأوضاع، وفي العلم أن التعليم العام والمدرسة في حال متردية، بل إن هذه الحال مكنت وأسهمت من نشوء القطاع التعليم الأهلي وكبر حجمه وقوته في مقابل الضمور الحكومي، والحديث عن العلاقة بين طرفي هذه المعادلة قديم ومعروف يحتاج إلى فحص جريء للكشف عن أي تضارب في المصالح.
ماذا سيفعل الوزير إمام هذه العاصفة في بداية العام الدراسي؟ أعتقد أنه مدعو لنقاش قراراته، وخاصة ساعة النشاط والنظر في إمكان تطبيقها في ظل أوضاع المباني المدرسية وعدم وضوح وجهة استغلال هذه «الساعة» مقابل الآثار المترتبة على تطبيقها. هذه خطوة صغيرة وضرورية، أما الخطوة الأكبر فهي إعادة النظر في أسلوب الإدارة في الوزارة الضخمة، والإنصات لآراء البعيدين عن المصالح الضيقة.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.