قدم نموذجاً

التطرف يولد التطرف، وإذا كانت بعض القرارات والحراك في السعودية أدت إلى ابتهاج لدى شريحة من السعوديين لا أستطيع تحديد حجمهم أو نسبتهم، فإنهم مدعوون – وبالذات الحاضرين منهم في المشهد الإعلامي – إلى تقديم النموذج الإيجابي في التعامل مع صدى هذه القرارات، يمكن الفرح والبهجة من دون محاولات استفزاز شرائح أخرى لها رأي آخر في هذه القرارات، بل إن مثل هذه الاستفزازات تضر بالقرارات نفسها والنتائج الإيجابية المتوخاة منها، لتعطي انطباعات سلبية عنها، وتبذر توجسات لدى شرائح أخرى.
وإذا كان من عيوب ما أطلق عليه «الصحوة» هو الإقصاء لكل أو لمعظم المخالفين لها، واعتمادها على «شكل محدد» لا تقبل سواه وتتقصد غيره، فإن الوقوع في هذا الخطأ يساوي بينها وبين مناوئيها وإن اختلف الاتجاه، وما دمت ترى انك صاحب عقل منفتح، فهذا هو الوقت الذي تثبت فيه عمق هذا الانفتاح وأصالته، والدليل على هذا من عدمه هو ما يصدر عنك.
مما أضر بالصحوة الكثير من المريدين والمشجعين وكذلك المتسلقين إضافة إلى انها لم تقدم حلولاً لمشكلات عانى منها المجتمع، وكان لها دور في بقاء هذه المشكلات في دواليب الحفظ، وليس من مصلحة المجتمع ولا الوطن إعادة الإقصاء باتجاه اخر، لا يعقل تكرار خطأ فادح، هذه الملاحظة للعقلاء من الذين عيونهم وقلوبهم على الوطن والمجتمع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.