قبل أن تقودي

توفيت سيدة كانت تقود السيارة مع زوجها في جدة أول من أمس، بعد أن اصطدمت بحواجز خرسانية، وقبلها بيوم كانت هناك حادثة أخرى لسيارة تقودها سيدة، إذ أصيبت وتوفي صبي في عمر المراهقة كان معها، ومن المقاطع المصورة دخلت سيارة قادتها فتاة في حاوية نفايات، تضررت المركبة وسلمت الفتاة! حدث هذا و لم يحل بعد تاريخ السماح للمرأة بالقيادة، ولا أتوقع أن يتم تكثيف الحملات التوعوية قبل ذلك التاريخ، والرجل في بلادنا أكثر خبرة من المرأة في قيادة السيارة، فلا بد أن تنصت إلى نصائحه، ولو في هذه فقط!
وأتمنى من الجهات المختصة عدم الاستهانة بهذا الأمر، فالمؤشرات توضح أن هناك رغبة عارمة لدى بعض النساء في القيادة، ولا يُعلم عن قدراتهن، وربما يكون الدافع هو رغبة الأولوية و«شوفو سنابي».
تختلف قيادة المركبة عن استخدام الهاتف الجوال بلمس الشاشة، فهي ليست حلية اجتماعية وإن كان النوع واللون له تأثير، فمثلا لا يمكن «تقليب» المركبة مثل الجوال من دون خسائر في الأرواح أو إصابات مقعدة. السيارة لا تعمل وحدها مثل الجوال، فلا بد من التركيز دائماً، فعذر الشاحن لا يُقبل!
السيارة مهما كان نوعها؛ «فيراري» أو «بنتلي» أو «هونداي»، لا تفكر نيابة عن السائق ولا السائقة، لا علاقة لها بجنس ناعم أو خشن، إنها – أي السيارة – تنفذ الأوامر التي يصدرها قائدها، ولا تعترف بـ«نسيت»… «سجيت»… «ما دريت»! وأحياناً يكون الثمن لهذا كبيراً وموجعاً، ويبقى ألمه عالقاً بالذاكرة سنين طويلة.
هذا عن السيارة، أما عن الطريق «المتروس» بسائقين كثر من كل فج عميق، فليكن لدى المرأة السائقة علم بأن القيادة في شوارعنا هي قيادة عدائية، ليس هناك مجال لـ«السيدات أولاً»، ولا مجال لصاحب الأحقية النظامية، والشعار الأكثر تخزيناً في «مخاخ» السائقين هو «أنا ومن بعدي الطوفان»! ولو استطاع بعضهم لدعس على دواسة الوقود حتى تخرج قدمه من غطاء المحرك!

«الركادة زينة»، الله يحفظنا وإياكن، وملحوقة إن شاء الله، سيأتي يوم تتأففن من السيارة وقيادتها… أقرب مما تتوقعن!

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.