حراك التشجير

غرس ثلاثة ملايين شجرة خلال أربع سنوات على الطرق، لأجل هذا الهدف وقّعت وزارة النقل مع وزارة البيئة والزراعة مذكرة «لدعم مبادرة التشجير وتنمية الغطاء النباتي في المناطق المحاذية لجوانب الطرق الرئيسة».
هذه الاستجابة جاءت بعد حراك شعبي من المهتمين بالبيئة والتشجير خلال السنوات الماضية، كان ميدانه إضافة إلى الصحف وسائل التواصل، وخصوصاً «تويتر».
كشف هذا الاهتمام الشعبي مقدار الجدب البيئي والخطر الكبير في حال استمراره.
ولنجاح هذه المبادرة لا بد من التأكيد على نقاط مهمة معني بها طرفا مذكرة التفاهم والتعاون.
بالنسبة إلى وزارة النقل يجب أن يرى المواطن منها تغييراً نوعياً في تعاملها مع شركات أعمال الطرق، سواء في عقود الإنشاء أم الصيانة، إن من واجب وزارة النقل منع هذه الشركات من العبث بالبيئة، ورمي مخلفات أعمالها من مواد صلبة أو سائلة كيفما اتفق، غير عابئة بضررها على البيئة والسلامة العامة، يمكن لوزارة النقل التفكير في إلزام هذه الشركات بإعادة تدوير مخلفاتها، للاستفادة القصوى من موادها، مع الحفاظ على البيئة، إذا نجحت وزارة النقل في ذلك، يمكن النظر بشكل إيجابي لجهودها في مبادرة تشجير الطرق، لأن الاهتمام بالبيئة كلٌّ لا يتجزأ.
غرس شتلات الأشجار هو أسهل خطوة في التشجير، فالمهم والمكمل هو استدامة رعايتها وحمايتها من البشر والحيوانات، ولست أعلم هل هذه ستكون مهمة البيئة أم النقل؟ إلا أن الحراك الحاصل الآن مع إيجابيته يدفع إلى الحيطة، في العادة يكون النشاط والحماسة في البدايات ليجذبا الصالح والطالح، لذا أنبِّه كبار المسؤولين في الوزارتين إلى الحذر من الأرقام، من السهل تسجيل أرقام لعدد الشتلات والمتطوعين عليها على الورق، فإذا كانت المبادرة وضعت رقماً تهدف للوصول إليه، فلا بد من التأكد من صحته على الأرض.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.