ميليشيات الإرهاب المسيحية

الدول العربية والإسلامية التي لها تمثيل وعلاقات بدولة أفريقيا الوسطى، عليها واجب (من باب أضعف الإيمان) أن تتخذ موقفاً ضد التطهير الديني الذي تمارسه عصابات إرهابية مسيحية يطلق عليها «أنتي بالاكا» ضد الأقلية الاسلامية هناك. الموقف المنتظر يجب أن يضع المسؤولية على السلطة في تلك الدولة الأفريقية. وقتل المسلمين هناك يحدث منذ سنوات، وقد قام الإرهاب المسيحي في أفريقيا الوسطى بقتل 25 مسلماً تمت محاصرتهم في مسجد وأعدم إمام المسجد ونائبه.
ولا يكفي إصدار بيانات استنكار من رابطة العالم الإسلامي أو منظمة التعاون الإسلامي، بل لا بد من حشد طاقات الدول الأعضاء في المنظمتين للضغط على تلك الدولة لحماية المسلمين فيها. إن البيانات وحدها لا تحقق شيئاً يذكر ولا ترفع العتب عن جهات لديها قدرة التواصل وحشد الجهود.
ويزيد من الخطورة أن استمرار هذه الميليشيات الإرهابية المسيحية في نشاطها الإجرامي قد ينذر بانتشار مثيلات لها في أفريقيا، بل يؤسّس لفعل مضاد سيتهم فيه المسلمون في أفريقيا لاحقاً بالإرهاب . ولا بد من أن هذه الميليشيات المسيحية تجد التغذية من أصحاب المصالح كما تم تغذية «داعش» الإرهابي.
الإعلام يُصنع في الغرب، فما لم يركّز الإعلام الغربي على قضية ما، فإن مصيرها الانزواء إلى الظل، ولنا في قضية الروهينغا مثل حاضر حيّ. أما الاعلام في العالم العربي والإسلامي، فهو يتلقى وينقل ما يصل اليه. لكن في الجهود السياسية والدبلوماسية مساحة كبيرة للعمل، بل إن هذه المأساة قد تكون فرصة لعودة الحضور العربي الإسلامي في وسط أفريقيا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.