هيئة «نبش» الدراسات

في الغالب، وخصوصاً في الأجهزة الحكومية، ما إن يتولى مسؤول جديد منصباً في أحد الأجهزة، إلا ويحرص على توقيع عقود للدراسات «المتكاملة»، وهذا تتفهم أسبابه إذا كان الجهاز قديماً لم تُجْرَ عليه وله دراسات لتطويره، لكن ما نلاحظه أخيراً أن عقود إجراء الدراسات أصبحت هي العمل الحاضر والملموس في الواجهة، من دون نظر أو على الأقل توضيح شفاف للرأي العام عمّا جرى من دراسات سابقة لأجل هذا الجهاز صرفت عليها أموال وجُنِّدت لها طاقات وحفلات إعلامية، وفي أي درج أو برميل أصبح مصيرها.
لذلك أدعو إلى إنشاء هيئة لنبش الدراسات القديمة أو غير المستغلة ولم يُستفد منها، وهي كما أتوقع موجودة في أدراج هذه الأجهزة، وإذا لم يعثر عليها، يُسأل عنها المسؤولون الذين وقّعوا عقودها، ربما تم نسيان إرسالها من قبل الشركات الدارسة، وهي من الكثرة والتنوع بما يجعل في عرضها إثراءً للمحتوى «التنموي» وحقيقة الإدارة وتوجهاتها في بلادنا.
بعد أن نعثر على هذه الدراسات، يمكن عمل معرض عالمي، يقام على هامشه منتدى، تعرض فيه هذه الدراسات منذ ولدت فكرتها وظهرت الحاجة إليها، وهنا لا بد أن نضع حقوق الأولوية في مكانها الصحيح حفظاً لحقوق الأفكار، وستحقق منتديات لنقاش حولها عنصر جذب، وخصوصاً إذا ما كشف عمّن استفاد منها، ولماذا لم تستفد الجهة التي وقّعت وصرفت الأموال من موازناتها من هذه الدراسات؟ وفي آخر أيام المعرض، يمكن عرض هذه الدراسات للبيع لهواة جمع المخطوطات، في حفل يرعاه المسؤول الجديد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.