مسؤولية الإشراف

بودي معرفة معنى الإشراف إدارياً، أي حينما تخضع جهات إلى إشراف جهة أعلى، ويثبت على أوراق الأولى الرسمية وعلى لوحات مبانيها وأحياناً على سياراتها أنها تحت إشراف كذا، ما هي حدود المسؤولية في ما يطلق عليه إشراف؟
سبب تساؤلي حادثة مؤلمة، إذ توفي طفل في مرحلة الروضة اختناقاً داخل حافلة تابعة لجمعية تحفيظ القرآن بقرية الظبية في محافظة صبيا بمنطقة جازان، سارعت وزارة الشؤون الإسلامية من خلال فرعها بجازان إلى تبرئة نفسها، إذ نقلت صحف أن الوزارة أكدت أن التصريح الممنوح للجمعية يختص بحلقة تحفيظ قرآن فقط وليس روضة أطفال، متهمة الجمعية بالتلاعب بالتصريح، وبررت عدم معرفتها بتغيير النشاط، إلى أن دورهم يقتصر على الإشراف فقط والمعلومات الداخلية لا تصل لهم. انتهى المنشور.
وكثير من المنشآت التعليمية والتدريبية وغيرها تخضع إلى «إشراف» من جهة حكومية، فماذا يعني هذا الإشراف؟ وما هي قيمته إذا كان ينتظر وصول المعلومات الداخلية ولا يسعى إلى طلبها والتأكد من عدم استحداث ما يخل أو يتعارض مع التصريح؟
يتبين من هذه الحادثة المؤلمة قدرة الجهاز الحكومي على التنصل من مسؤولياته، وينشأ عن هذا الكثير من المخالفات والتهاون والإهمال.
يحترم المواطن عبارة «تحت إشراف» لأنه يعتقد أنها تعني أن هذه الجهة أو المنشأة تشرف عليها جهة حكومية لها صلاحيات التحقق من أعمالها، ولديها موظفون هذا هو شغلهم، فإذا كان الإشراف عائماً هلامياً كما هو الحال في تبرير الشؤون الإسلامية، فلا بد للمواطن أن يعيد فهم مصطلح الإشراف ليضعه في مكانه الصحيح، وأنه لا يقدم ولا يؤخر.
إن قضية السلامة للطلبة والطالبات في مختلف المراحل التعليمية ولكل القطاعات قضية لم تفتح ملفاتها، النقل حلقة من حلقاتها، من أولوية مهمات إدارة النقل الحفاظ على السلامة، ونقل الطلبة ليس وحدة في حلقات السلامة، لأنها تتعدى ذلك إلى السلامة داخل المدارس وفي محيطها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.