مناشف الشيخ مدهن!

لم يهنأ الشيخ مدهن بالنوم تلك الليلة الليلاء، تقلب على فراشه الوثير بعد صدمة الخروج الجماعي لشلة الرفاق من الاستراحة، والأخبار تتوالى، وكلما غفت عيناه لحظة، استيقظ فزعاً من كابوس مسيطر، يرى نفسه يسقط بسرعة من علو شاهق، يصرخ ولا أحد يسمع صوت استغاثته، وكلما جلس على فراشه محاولاً الاتصال ببعض الأصدقاء، وجد أن الجوال لا يرد أو مشغول، وسوست له نفسه…، هل يعقل أن بعضهم وضع رقمه على قائمة الحظر؟ وحينما حاول الدخول الى قروب الشلة في الواتساب، وجد انه خارجه، المؤلم انه هو من أنشأ هذا القروب، وكلف احد المريدين بالإشراف عليه، اما القروبات الفرعية، فلا احد من اعضائها يكلف نفسه برد او تعليق على نداءاته، قال في نفسه.. الصباح رباح، لكن ذلك الصباح تأخر كثيراً، بدا له انها ليلة لن تنجلي ظلمتها.
طمأن نفسه، فلم يكن غبيا، ولا يمكن اتهامه بشبهات فساد، صحيح انه رجل اعمال وصاحب ثروة، وله علاقات واسعة متشعبة متشابكة، إلا انه يجيد استخدام المناشف، صنف الشيخ مدهن المناشف بحسب الحجم ولكل مقاس حاجة، بعضها يعاد استخدامه وبعض اخر يستغنى عنه فوراً، أما اسمه فهو بعيد عن تلك الممارسات، ما يزعجه أكثر من غيره انه خلال السنوات القليلة الماضية خفف كثيراً من احتياطاته، برر لنفسه انه لم يكن وحده في طفرة لم يشهد لها مثيلاً كان الشعار يا تلحق يا ما تلحق، دخل نفق الندم ثم استعاذ بالله الكريم من الشيطان الرجيم ليعود مرة أخرى معزياً نفسه بإسهاماته الرياضية والخيرية والعلاقاتية الدولية، أفاق من هواجسه المحبطة وبتردد فتح جهازه على موقع تويتر، خمن ما سيشاهده من تعليقات ليصرف النظر مطمئناً عن الغياب انه ربط حسابه بتغريدات تطبيقات آلية بالآيات القرآنية الكريمة والاحاديث الشريفة. عاد محاولاً النوم متقلباً على الفراش، لكن فضاء غرفة النوم تشبع برائحة المناشف القديمة الخانقة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.