محشي الباذنجان

إذا كان الباذنجان يستخدم لتهريب المخدرات، فما هي أحوال بقية الخضراوات والفواكه مع الفايروسات؟ سألت نفسي هذا السؤال وأنا أتفكر ما بين الطرق والأساليب المتنوعة التي يستخدمها تجار المخدرات للتهريب، وما بين واقع آخر بالغ الأهمية و له صلة مباشرة بالصحة.
قبل أيام تمكن جمرك محافظة ضباء من إحباط تهريب كمية من حبوب كبتاغون بلغت (174.557) حبة، ونقل عن مدير الجمرك قوله: «وصلت إلى الجمرك شاحنة محمولة على إحدى العبّارات يقودها أحد المسافرين، وكانت الشاحنة تحمل إرسالية هي عبارة عن ثمار «الباذنجان»، وبتفتيشها عُثر على تلك الكمية من حبوب كبتاغون مُخبأة بطريقة فنيّة داخل ثمار الباذنجان، وذلك بعد فتحها وعمل تجويف داخلها، ثم حشوها بالحبوب وإغلاقها بغراء شفاف».
وجهود رجال الجمارك في مواجهة تهريب المخدرات مشهودة تستحق التقدير، إلا أنها يعتريها النقص في عدم إعلان مصدر التهريب وشخصية المهرب، هل هو شركة أم شخص استغل شحنة مؤسسة؟ إلى آخر الاحتمالات، إعلان ذلك سيحتم على الدول، التي تنطلق منها هذه الشحنات الاهتمام أكثر بسمعة صادرتها. هذا جانب، وهناك جانب آخر هو الغرض الأساسي من الكتابة، وهو مدى سلامة الخضراوات والفواكه المصدرة إلى أسواقنا، مع كثرة التقارير عن سقيا هذه المنتجات بمياه المجاري، أعزكم الله، في أكثر من بلد عربي!
وفي الكويت قامت حملة ضد استيراد البصل من مصر لهذا السبب، ويذكر أن الفراولة المصرية سبق وأثيرت عنها مثل هذه التقارير، والخطورة أن القضية تتجاوز الطازج لتشمل المجمدات من الخضراوات والفواكه وتصل إلى الجبنة.
إن الهاجس المزعج والسائد هو احتمال أن يخضع استيراد منتجات ملوثة أو يحتمل تلوثها بأي شكل من الأشكال لمجاملات سياسية، دعماً للاقتصاد أو المزارعين في الدول المصدرة، وإذا كانت بعض هذه الدول عزيزة علينا فإن الواجب يحتم ألّا يكون ذلك على حساب صحة المواطن، والأولى أن نطبق المواصفات الأوروبية لفرز هذه المنتجات قبل السماح باستيرادها.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.